أكّدت دمشق أنه لا يمكن لأحد أن يمنع الرئيس السوري بشار الأسد من الترشّح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية العام المقبل، وذلك بعد أن انتقد نائب وزير الخارجية الرّوسي ميخائيل بوغدانوف تصريحات الأسد عن احتمال ترشّحه للرئاسة. قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري: (أسأل المعارضة لماذا لا يحقّ لمواطن سوري أن يترشّح؟ من يمكنه أن يمنعه؟ لكلّ مواطن سوري الحقّ في أن يكون مرشّحا)، وعبّر عن وجهة نظره في أن الأسد يجب أن يترشّح للانتخابات المقبلة، وأشار إلى أن الرئيس سيقرّر موقفه عندما يحين الوقت لاتّخاذ القرار، وأضاف أن (صناديق الاقتراع سوف تقرر من يقود سوريا). وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية السوري بعد ساعات من انتقاد ميخائيل بوغدانوف تصريحات الرئيس السوري عن احتمال ترشّحه للرئاسة العام المقبل. وقال المسؤول الرّوسي إن على الأسد الامتناع عن الحديث عن إمكانية الترشّح لفترة رئاسية جديدة لأن ذلك يمكن أن يزيد التوترات قبل محادثات مقرّرة، في إشارة إلى مؤتمر (جنيف 2) المقرّر عقده الشهر المقبل للتوصّل إلى حلّ للأزمة السورية. وأضاف بوغدانوف أن مثل هذه التصريحات تؤجّج التوتّر ولا تسهم في تهدئة الوضع، ولفت إلى أن موسكو تتوقّع زيارة رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا في بداية الشهر المقبل. تأتي تصريحات المسؤول الرّوسي عقب يوم من تأكيد السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد أن موقف بلاده من الأسد لم يتغيّر وأن عليه التنحّي، وأن واشنطن لا ترغب أيضا في مشاركة إيران بمؤتمر (جنيف 2). وأعرب فورد في تصريحات للصحفيين عن تفاؤله بشأن مفاوضات المؤتمر المقرر عقده يوم 22 جانفي المقبل في بلدة مونترو السويسرية بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف. وبعد اجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة أول أمس قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل إحسان أوغلو إنه بحث مع العربي مؤتمر (جنيف 2) المقرّر عقده بشأن سوريا، كما تمّ بحث الأبعاد والصعوبات التي تواجه عقد المؤتمر فضلا عن المشكلات التي تواجهها سوريا بشكل عام. وأضاف أوغلو أنه اتفق مع العربي على ضرورة انعقاد مؤتمر (جنيف 2) على أن يكون بناء على ما تمّ التوصّل إليه في مؤتمر (جنيف1)، وأن يتمّ الاتّفاق على أسلوب تطبيق اتفاقية (جنيف 1). وفي سياق مواز، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى وقف إطلاق النّار في سوريا لتهيئة الأجواء لإنجاح مؤتمر (جنيف 2)، كما شدد -في كلمته أمام أعمال ملتقى الشباب العربي الأفريقي البيئي الخامس- على ضرورة مواصلة الجهود من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية والعمل على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، مؤكّدا على أهمّية أن يسهم مؤتمر (جنيف 2) في التوصّل إلى الأهداف المرجوة وفقا لما نتج عن (جنيف 1) الذي عقد في جاوان 2012. سفن روسية وصينية تؤمّن نقل كيميائي سوريا في موضوع آخر، أعلن مصدر في سلاح البحرية الروسية أن سفناً حربية روسية تتقدمها البارجة (سميتليفي) ستتولّى مهمّة مرافقة وحماية السفينتين النرويجية والدانماركية اللتين ستنقلان الأسلحة الكيميائية السورية من ميناء اللاذقية، كما أعلنت الصين أنها سترسل سفينة حربية لهذا الغرض. ونقلت وكالة (إنترفاكس) الرّوسية للأنباء عن المصدر في سلاح البحرية أن البارجة الروسية (سميتليفي) ستصل الأسبوع القادم إلى ميناء اللاذقية وبرفقتها سفن إنزال بحرية روسية، وستدار العملية من حاملة الطائرات الروسية "الأدميرال كوزنيتسوف" المتجهة إلى منطقة البحر المتوسط. من جهته، أعلن السفير الرّوسي لدى سوريا عظمة اللّه كولمحمدوف أن أوّل دفعة من الشاحنات الروسية التي ستستخدم لنقل الأسلحة الكيميائية السورية بغية تدميرها وصلت إلى مدينة اللاّذقية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن السفير كولمحمدوف قوله إن تسع شاحنات وصلت، والمزيد سيصل لاحقا. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أعلنت أن روسيا سترسل 65 شاحنة وصهاريج مياه ومعدات لوجيستية إلى سوريا لتستخدم في تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين سترسل سفينة حربية للمشاركة في حماية سفينة أميركية جهزت خصيصا لتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية. وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في إفادة صحفية يوميةك (قرّرت الصين إرسال سفينة حربية للمشاركة في حماية شحن الأسلحة الكيميائية السورية)، وأضافت: (تأمل الصين أن تستكمل بسلاسة ويسر الأعمال المتعلقة بإزالة الأسلحة الكيميائية السورية، هذا سيسهم في الدفع من أجل التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية وسيسهم في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي بما يتفق مع مصالح كل الأطراف). وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أعلنت تفاصيل خطة تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية الأولى من نوعها، وذكر المدير العام للمنظمة أمام اجتماع المجلس التنفيذي أن العناصر الكيميائية ستنقل خارج سوريا بشاحنات مصفحة روسية مع مراقبة كاميرات صينية وأنظمة أميركية لتحديد المواقع. ووفق تفاصيل الخطة فإن العناصر الكيميائية سيتم تدميرها في المياه الدولية على متن السفينة التابعة للبحرية الأمريكية (إم. إف كاب راي)، وتتمركز سفن دانماركية ونرويجية في قبرص في انتظار مواكبة سفينتي الشحن اللتين ستحملان العناصر الكيميائية من ميناء اللاذقية على الساحل السوري.