محمد شاب جزائري كان في مقتبل العمر فأمسى في مقتبل ''القبر''، حينما قرر ونفذ فرنسيون حكما بإعدامه أمام عين والدته وعن ''عزة وكرامة'' حكومة تقتات على الشعارات و''البهارات'' التي تملح بها وجودها·· قتلوا الفتى لأنه ناقش الأسياد في عاصمة ''الحرية والإخاء والمساواة''، وقتلوه لأنه ''محمد'' ولأنه جزائري سبقه إلى المقتل ذاته عشرات من ضحايا استلمنا جثثهم وقرأنا على روحهم وعلى روح ''عزتنا وكرامتنا'' السلام··مسكينة تلك الأم المكلومة التي رأت ''محمدها'' وهو يتهاوى تحت الركل واللكم أمام عجزها عن حماية فلذة كبدها، لقد قالوا ونفذوا قرارهم الفرنسي إنهم سيقتلونه أمام والدته وأمام دولته، دولة العزة والكرامة ودولة ''ارفع رأسك يابا''، والنتيجة كما ترون أن ''محمد'' مات وقبله كم من ''محمد'' و''محند'' نحر بالطريقة نفسها والبلادة نفسها والخواء الرهيب نفسه الذي تدفن به حكومتنا موتاها بعدما تعود جثثهم من وراء البحر··عشيقة الشاب مامي التي تعرضت للإجهاض القسري، جعلت منها حكومة وعدالة ساركوزي قضية دولة لم تنم عينها إلا بعدما اقتصت عاصمة باريس ممن أجهض غانيتها لترمي به في غياهب السجن، وقبلها قضية الطفلة ''صفية'' الفرنسية النطفة والجزائرية البطن، تبناها قصر الإيليزي وجعل منها قضية أمة لم يهدأ لها بال إلا بعدما تمت ''فرنسة'' الطفلة· وبين واقعة أم محمد التي عاشت مقتل ''محمدها'' في حجرها، وبين وقائع أن فرنسا لا تتوانى عن استنفار أعتى وأسمى أجهزتها للثأر لبائعة هوى أو لنصرة نصراني صرخ ''وساركوزياه'' لاستعادة نطفة زرعها في أرضنا، نقول لكم إن محمد مات وإن والدة محمد لن تنسى أبدا أن ''الدولة'' كانت ولا تزال غائبة حينما نفذ الفرنسيون قتلنا ببرودة دم تنفيذا لوعد·· سنقتلك أمام والدتك ودولتك·