أكد الأستاذ بجامعة الجزائر والمحلل السياسي، سليم قلالة، أن البيان الصادر عن رئيس الجمهورية الذي تطرق إلى محاولة المساس بمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، جاء موجها بشكل مباشر للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ولدعوة الجميع إلى الالتزام بثقافة الدولة. وأوضح الدكتور سليم قلالة ل«البلاد" أمس، أن بيان الرئيس بوتفليقة جاء في نطاق دعوة الجميع إلى الالتزام بثقافة الدولة والابتعاد عن إقحام المسائل الشخصية في شؤون الدولة، وهي حسب المتحدث دعوة واضحة لكي تصبح مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسة العسكرية، خارج نطاق المزايدات السياسية، والتدافع السياسي، وأضاف أن ذلك جاء خاصة بعد ملاحظة تصريحات بعض الأفراد الذين "لا يدركون" أبعاد وانعكاسات التطاول على مؤسسات الدولة، وشدد قلالة أنهم "لا يدركون أبعاد تلك التصريحات"، التي ستؤثر -حسبه- على الأمن القومي وعلى المصالح العليا للوطن. وذكر الأستاذ قلالة أن ما جاء في بيان التعزية من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فيه تذكير لكل من يستغل الرأي العام، بما في ذلك السياسي وغيره -يضيف المتحدث- أنه ينبغي التحلي بثقافة الدولة التي يجب أن تسود في المجتمع، وأشار قلالة إلى أن فيها رسالة عن أنه لا ينبغي النزول بالحوار إلى مستويات تجعل منه بعيدا عن الحوار المسؤول، وأن يكون النقاش في الساحة السياسية يراعي الأهداف الإستراتيجية للدولة "حتى وإن كانت متناقضة مع الأهداف الشخصية". وأكد الأستاذ قلالة، أن هذا البيان جاء موجها بالتحديد للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الذي وصلت تصريحاته -حسب المتحدث- إلى "مستوى متدنٍ"، مؤكدا أن ما أدلى به سعداني كانت بمثابة "القطرة التي أفاضت الكأس"، وأنه حصل "تجاوز" لكل الأعراف والتقاليد السائدة لدى السياسيين الجزائريين، حيث ذهب سعداني -يقول قلالة- إلى حد تشخيص الأشياء، وهذا يدل -حسبه- على أن فيه نوع من عدم الإدراك للأبعاد الخطيرة لمثل هذه المواقف على الرأي العام المحلي وأمن الدولة وسمعة الجزائر خارجيا. واعتبر قلالة أن ما جاء في بيان التعزية لرئيس الجمهورية جاء في وقته لأنه لم يمر على تصريحات سعداني وقت طويل، وأن ثقافة الدولة تفرض اتخاذ مثل هذا الموقف، مشيرا إلى أن الحادث الأليم وسقوط الطائرة العسكرية كان بمثابة المناسبة فقط وأنه "كان ينبغي أن يطرح مثل هذا الموقف".