تبرأ دعاة "العهدة الرابعة" عمار غول رئيس حزب تاج، وعمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، وعبد القادر بن صالح الأمين العام للأرندي من الهجمات الشرسة والاتهامات الخطيرة التي وجهها الأمين العام للأفلان عمار سعداني لرموز المؤسسة الأمنية في الجزائر، واجتمعت مواقف الأحزاب الثلاثة حول نفس الرؤية وهو أن ما يجمعها هو دعم بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية رابعة لا غير، بعيدا عن أي حسابات سياسية قد تزج بهم في متاهات ومواجهات أو صراعات هم في غنى عنها، ولا تعنيهم لا من بعيد ولا من قريب. ودعت أحزاب الموالاة عبر بيانات وتصريحات متفرقة عمار سعداني إلى تغليب مصلحة الوطن، والعمل على تدعيم مكاسب الأمن والاستقرار، بعيدا عن الإثارة والتهويل وتأجيج الصراعات، مع التحلي بالحكمة والرزانة وثقافة التجميع والتعايش، وتقوية لحمة المجتمع وتماسكه خدمة للصالح العام. من جهته، عمار غول لم يتوان عن الإشادة بدور الجيش الوطني الشعبي، وكل مؤسسات الدولة، في الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها، وهي إشارة واضحة من عمار غول إلى أن حزبه لا يكتفي بعدم مساندة عمار سعداني في تصريحاته فحسب، بل ويحيي الجيش الشعبي الوطني وكل مؤسسات الدولة، على الدور الذي تلعبه في تحقيق الأمن والحفاظ على الإستقرار الوطني، ولم يستثن حزب "تاج" جهاز الإستخبارات الذي كان موضوع التصريحات الأخيرة لسعداني، بل حرص على القول بأنه يحيي كل مؤسسات الدولة على الدور الذي تلعبه في تحقيق الإستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية. ودعا حزب عمار غول الذي كان من أول الداعمين للعهدة الرابعة، في بيان وقعه المكلف بالإعلام نبيل يحياوي، الشعب والأحزاب السياسية والمترشحين، والمجتمع المدني، والشخصيات الوطنية وأسرة الإعلام إلى تغليب مصلحة الوطن ومنطق الحكمة والتبصر، على خلفية التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب جبهة التحرير، والعمل على تدعيم مكاسب الأمن والاستقرار. من جهته، اتهم رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بمحاولة "زعزعة استقرار الوطن". وأدان حزب بن يونس، في بيان له أول أمس، ما سماه "الهجوم غير المبرر وخاصة غير المسؤول الموجه ضد مؤسستنا الشريفة والهامة الجيش الوطني الشعبي، واصفا اتهامات سعداني لرموز المؤسسة الأمنية ب "الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة". كما كادت تصريحات سعيداني ان تفجر الأفلان من الداخل، حيث انقلب بعض الموالين له عليه، وأصدروا بيانات يتبرؤون فيها جملة وتفصيلا من الإتهامات التي أطلقها ضد رموز جهاز الإستخبارات التابع للمؤسسة العسكرية مع تمسكهم بالعهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، زيادة على رفض خصوم سعداني لهذه التصريحات، وعلى رأسهم المنسق الوطني السابق عبد الرحمن بلعياط بلعياط والموالين لهن والمنسق الوطني لحركة تقويم وتأصيل وتحصين الأفلان وعبد الكريم عبادة والموالين له، من خلال تنشيطهم لندوة صحافية وإصدارهم لبيانات يتبرؤون فيها من كل ما ورد على لسان الأمين العام للحزب. كما اتهم عمارة بن يونس في معرض رده على عمار سعداني، هذا الأخير، بأنه كان يهدف إلى "تشويه صورة الجزائر والتشهير بها"، عبر تصريحاته "غير المسؤولة" التي تحدث فيها عن "تقصير المخابرات طيلة السنوات الماضية" بحسب ما ورد في البيان، محذرا "المواطنين الشرفاء" من تلك التصريحات التي قال بأن لها "تداعيات خطيرة" على الجزائر داخليا وخارجيا، ودعا مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، الذين يتمتعون ب "حس المسؤولية"، إلى التدخل كطرف ثالث لحل المشاكل الداخلية للحزب". وهو ما ذهب إليه الأمين العام للأرندي عبد القادر بن صالح الذي قال بأن الأجواء التي تمر بها الجزائر لا تقبل مثل هذه الخطابات الإستفزازية والتصعيدية، ودعا الفاعلين في الساحة السياسية إلى التحلي بأسلوب الحكمة والرزانة والتحكم في النفس كشروط أساسية في لأخلاقيات العمل السياسية". وما تزال التصريحات الأخيرة للأمين العام للأفلان تثير ردود أفعال قوية في الأوساط السياسية، كونها اعتبرت سابقة في الساحة السياسية، لاسيما أنها صدرت عن زعيم حزب، محسوب على النظام، مما أثار المخاوف والشكوك والعديد من القراءات والتأويلات حول حقيقة الوضع في أعلى هرم السلطة، لاسيما أنها جاءت قبيل أقل من 3 أشهر من الرئاسيات التي يميزها الغموض بشأن مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمه. وقد اعترف سعداني لاحقا ولو ضمنيا بخطورة تصريحاته، عندما قال إن هذه التصريحات تلزمه وحده فقط وأنه لم يتحدث لا باسم بوتفليقة ولا باسم الأفلان الذي يكون الحديث من خلاله عبر الآليات التابعة له، خاصة أن تلك التصريحات مست بنزاهة أطراف نافذة في المؤسسة العسكرية. وبدا لافتا، أن إطلاق سعداني لتلك التصريحات، كان بعد يوم واحد من تأكيد وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، أن الرئيس بوتفليقة لم يسحب استمارات الترشح بعد، بخلاف ما لمّح إليه سعداني أو تحدّث عنه حتى عمار غول بصريح العبارة، عندما قال إن بوتفليقة قد سحب فعلا استمارات الترشح.