اعترف الوزير المنتدب لدى وزارة الدفاع الفرنسي و المكلّف بشؤون المحاربين القدامى، قادر عريف، عن أن صمود فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية كان بفضل المجهودات التي قدمها المحاربون الجزائريون، وكشف لأول مرة عن مشاركة 325 ألف جزائري، 175 ألف منهم في الحرب العالمية الأولى و150 ألف في الثانية، استشهد منهم 420 جندي جزائري، 260 في الأولى و160 في الثانية. وأكد الوزير الفرنسي من أصول جزائرية، أن الجنود الجزائريين القدامى يملكون فضلا كبيرا في استقلال فرنسا، مشيرا إلى أنه بفضل الجزائر استطاع الجنرال دوغول الصمود وكفاحه من أجل التحرر بداية من 30 ماي 1943، مضيفا أن الجزائريين دفعوا الثمن غاليا خلال الحرب، حيث قاتلوا في الصفوف الأولى، والفرنسيون جميعا يعترفون بفضلهم ويحرصون على أن يبقوا في الذاكرة، وجاء اعتراف فرنسا بعد مرور قرن من الزمن، حيث لطالما ضغطت منظمات سياسية وحقوقية جزائرية عليها لإجبارها على الاعتراف بجرائمها ضد الجزائر، ولعل هذا الاعتراف والتقدير للمحاربين القدامى جزء صغير مما يمكن لها أن تكشف عنه. وحسب المسؤول ذاته، فإن فرنسا رمت بالجزائريين إلى أحضان الحرب منذ شهر أوت 1914، مع بدايات الحرب العالمية الأولى، وما بين 1915، و1918 شاركوا في أكبر المعارك، حيث أجبروا على التخلي عن عائلاتهم والابتعاد عنها آلاف الكيلومترات، منهم من لقي مصرعه ومنهم من عاد إلى وطنه بعد غياب سنوات طويلة. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قد أحيا ذكرى الجنود المغاربة المسلمين على رأسهم الجزائريين الذين حاربوا وقاتلوا لأجل فرنسا من مسجد باريس الثلاثاء الماضي، حيث اعترف بفضلهم في تحرر فرنسا وصمودها أيام الحرب العالمية الأولى والثانية.