شن أمس قرابة 120 عاملا بمؤسسة الزجاج الجديدة بالمنطقة الصناعية لوادي سلي غرب عاصمة ولاية الشلف، إضرابا مفتوحا عن الطعام قبالة مبنى المؤسسة، احتجاجا على قرارات توقيف ثلاثة مندوبين نقابين بينهم الأمني العام للفرع النقابي للمؤسسة انتقاما منهم في أعقاب الاعتصام الذي نفذه العمال الأسبوع الماضي تنديدا بسياسة المساومات والتهديدات بالطرد التي تبنتها الإدارة، ورفض المضربون محاولات الإدارة صباح أمس لإقناعهم بالعدول عن خيار الإضراب بحجة إحداث شلل انتاجي وتعطيل مصالح المستثمرين ومنع الأجانب من دخول المؤسسة، غير أن هذه المبررات وصفها هؤلاء العمال بالواهية والمعهودة من قبل المدير العام للمؤسسة الذي اعتاد حسبهم على ممارسة التضليل لتركيع احتجاجات الترسانة العمالية غير الراضية عن ظروف العمل، مصرين على مواصلة إضرابهم إلى غاية تدخل السلطات الوصية لأجل تسوية أجواء التوتر التي تطبع الوسط العمال ووقف سلسلة التهديدات التي تطال يوميا العمال. وقال العمال الذين تبنوا شعار "معركة الأمعاء الخاوية" في تصريح خاص ل"البلاد"، أنهم رفضوا التراجع عن الإضراب ومواصلة نضالهم، تضامنا مع النقابيين الموقوفين عن العمل في سابقة خطيرة ارتكبتها الإدارة التي داست على قانون 90/14 الذي يمنع منعا باتا التعامل بقسوة مع النقابيين وفسح المجال للنقابة بممارسة حقها النقابي المكفول لها دستوريا، وأبرز المصدر بأن الإدارة مارست ضغطا رهيبا على النقابة وأوقفت ثلاثة مندوبين في خطوة خطيرة حاولت من خلالها ترهيبهم وتقليم أظافرهم لمنعهم لاحقا من إتمام نضالهم النقابي. وذكر العمال أن إضرابهم يعتبر عفويا ولم تتبناه النقابة على الإطلاق، مؤكدين أن المندوبين الموقوفين لم يكونوا سبب خروجهم إلى ساحة الإضراب أوقاموا بتحريضهم على الإدارة كما ادعت الإدارة في شكواها المرفوعة أمام القضاء، معتبرين وقفاتهم الاحتجاجية "عفوية" وجاءت نتاج سياسة التهديد التي تمارسها من حين إلى آخر الإدارة بمباركة المجمع العام للمؤسسة التي لم تحقق الجدوى الاقتصادية المرجوة منها خلال عرض حصيلة 2013 بل كانت مخيبة للآمال. وأوضح أحد العمال أن الإدارة أبدت مخاوفها من مقترح المحاسبة التي عرضتها النقابة لتسليط الضوء عن التراجع المريع في الدورة الإنتاجية على خلاف حصيلة 2012 التي كانت ناجحة. في هذا السياق، كشفت مصادر عليمة أن الإدارة خططت لتوقيف بعض المندوبين النقابين كونهم أعضاء مجلس الإدارة التي يخول لها حق تجديد عقود عمل الإطارات المسيرة، لافتا إلى أن المجلس يضم 5 أعضاء بينهم نقابيان موقوفان عن العمل وهما من خيرة تركيبة المجلس، ما يعني إتاحة الفرصة للإدارة بتمرير ما يحلولها من إجراءات بعيدا عن ضغط مندوبي النقابة.