فجر اضطراب سلسلة الإنتاج بمصنع آرسلور ميتال عنابة التي تسير بوتيرة بطيئة مع تسجيل تعطل جزئي للعملية الإنتاجية على مستوى عدد من الوحدات وخاصة منها المفولاذات وذلك لأسباب تقنية مطروحة على مستوى الفرن العالي غضب الشريك الاجتماعي الذي طالب بتدخل الجهات المعنية. وطالب الفرع النقابي لمؤسسة أرسيلور ميتال عنابة بضرورة تدخل السلطات العليا للبلاد من أجل اتخاذ جملة من التدابير الميدانية الكفيلة بدفع الشريك الأجنبي إلى وقف الفرن العالي بصفة تحفظية إلى غاية انتهاء أشغال تجديد مختلف لواحقه، في غياب لغة الحوار بين المسيرين الفرنسيين والشركاء الاجتماعيين ممثلين في النقابة ولجنة المساهمة بخصوص مستقبل المؤسسة. لأن تشغيل الفرن العالي تم دون تنصيب كل اللواحق، مما نتج عنه توقفات تقنية تكبد خزينة المركب خسائر لا تقل عن 2.5 مليار سنتيم أسبوعيا، وذلك بسبب احتراق الكثير من الأنانيب بسبب أعطاب تقنية، تكلفة الأنبوب الواحد 60 مليون سنتيم، وإتلاف 18 أنبوبا من الحجم الكبير في نهاية الأسبوع دفعت بالفرع النقابي إلى عقد اجتماع طارئ أول أمس، تم فيه إطلاق صفارات الإنذار مع توجه أصابع الاتهام إلى الشريك الأجنبي بالتخطيط لتسريح نصف الكتلة العمالية، الأمر الذي جعل النقابة تلوح بالدخول في إضراب في حال رفض المسيرين الأجانب الجلوس على طاولة المحادثات لمناقشة مستقبل المؤسسة. وشددت النقابة على أن الوضع داخل المركب أصبح ينذر بعدم احترام الشريك الأجنبي بنود عقد الصلح الاجتماعي الذي كان قد أبرمه مع النقابيين في شهر سبتمبر المنصرم، خاصة في شقه المتعلق بالتسيير دون استشارة الشريك الاجتماعي، الأمر الذي جعلها تبدي استياءها من المواقف التي تتخذها المديرية العامة في تطبيق مخطط تمويل المؤسسة والشروع في تجسيد البرنامج الاستثماري المسطر، خاصة بعد تعطل الفرن العالي من جديد إثر الأخطاء التقنية التي ارتكبتها الإدارة، عقب إصرارها على تشغيل الفرن بالاعتماد على موقدين فقط، مقابل استقدام إطار أجنبي يسهر على عملية المراقبة، رغم أن النقابة كانت قد ألحت على ضرورة توقيف الفرن بصفة تحفظية إلى غاية تشغيل الموقد الثالث لتفادي أي أخطار، لكن تمسك المديرية بموقفها كلف المؤسسة خسائر بالملايير، إذ أدى تسرب كمية من الفحم الكوكي من أحد الموقدين إلى احتراق أنابيب من الحجم الكبير دفعة واحدة، مع شل العملية الإنتاجية على مستوى هذه الورشة إلى غاية إصلاح العطب التقني، الأمر الذي اعتبرته النقابة من عواقب القرارات الانفرادية التي تتخذها المديرية دون مراعاة اقتراحات الشريك الاجتماعي. كما أن تشغيل الفرن بموقدين فقط أصبح يعرض حياة العمال للخطر، لكون التقني الفرنسي كان قد قدم ضمانات أولية بخصوص القدرة على سير العملية الإنتاجية، لكن نظام تشغيل الفرن العالي لمركب الحجار يختلف تماما عن النظام المعمول به في باقي المركبات التابعة لمجمع "أرسيلور ميتال" في البلدان الأوروبية، ولو أن الفرع النقابي أكد في بيانه أن المديرية تعتزم إغلاق الورشات المتواجدة بالمنطقة الإنتاجية الساخنة، مقابل جلب تقنيين أجانب لتشغيل أغلب الوحدات. إلى ذلك أشارت النقابة في بيانها إلى أن الشريك الأجنبي كان قد وضع خارطة طريق لتقليص الكتلة العمالية، بإعداد مخطط "أوميغا" الرامي إلى تقليص عدد العمال على دفعات من 5400 إلى 2200 عامل، والتحجج بتراجع معدل الإنتاج مقارنة بما كان عليه في السنوات الثلاث الأخيرة، هذا فضلا عن قضية التأخر الكبير المسجل في تجسيد مخطط الاستثمارات المسطر بقيمة 500 مليون أورو، مما جعل النقابة تذهب إلى حد مطالبة الإدارة بتقديم ضمانات كفيلة بطمأنة العمال على المناصب التي يشغلونها، مع تأكيدها على ضرورة استنفار القاعدة العمالية لتجميد هذا المخطط.