مجلس إدارة أرسيلور ميطال يعين الهندي كولكارني مديرا عاما جديدا لمركب الحجار قرر مجلس إدارة مؤسسة أرسيلور ميطال الجزائر خلال إجتماعه الماراطوني الذي عقده أول أمس الخميس إنهاء مهام المدير العام فانسون لوغويك و تعيين الهندي موكوند كولكارني خلفا له، في خطوة كانت منتظرة، من منطلق الوضعية التي عاش على وقعها مركب الحجار منذ مطلع السنة الجارية. لأن التباين الصارخ في وجهات النظر بين الإدارة و الشريك الإجتماعي ممثلا في الفرع النقابي و لجنة المساهمة بخصوص تسيير المؤسسة صعد من موجة الغليان العمالي، و التي بلغت ذروتها عقب إقدام آلاف العمال على تنظيم وقفات إحتجاجية للمطالبة برحيل الطاقم الفرنسي المكلف بتسيير مركب الحجار، و المطالبة بعودة الإطارات الهندية، و هو المطلب الذي جسده مجلس الإدارة بالإعلان عن إنهاء مهام فانسون لوغويك بعد 4 اشهر فقط من عودته إلى هذا المنصب، مقابل تنصيب إطار هندي الجنسية كمدير عام. و علل مجلس الإدارة في بيانه الرسمي الذي أصدره عقب إجتماع أول أمس تحصلت " النصر " على نسخة منه الخطوة التي بادر إليها بالسعي إلى تجسيد برنامج الإستثمار المسطر على مستوى مركب الحجار، مع التأكيد على أن هذا التغيير يندرج في إطار المخطط الرامي إلى تصحيح و توسيع الطاقة الإنتاجية للمؤسسة، و بالتالي مسايرة المجهودات الجبارة التي ما فتئت السلطات العمومية الجزائرية تبذلها من أجل تفعيل الإنتاج على مستوى هذه الشركة، خاصة بعد التدابير الميدانية التي بادرت إليها بالإفراج عن دعم مالي ضخم يسمح بتجسيد برنامج الإستثمار الواسع الذي تم تسطيره على مستوى جميع الورشات و الوحدات الإنتاجية لمركب الحجار. و أشار مجلس الإدارة في بيانه إلى أن تعيين الهندي كولكارني جاء بإقتراح من مجمع " أرسيلور ميطال "، و قد تمت تزكية هذا الإقتراح بالنظر إلى الخبرة المهنية التي يمتلكها هذا المسير في المجمع، كونه مهندس في التعدين، متحصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، خريج جامعة بومباي الهندية، و قد سبق له شغل منصب مدير عام لشركة أرسيلور ميطال زينيكا في البوسنة و الهرسك خلال الفترة الممتدة من سنة 2009 إلى غاية مطلع السنة الجارية، و هي الشركة التي بها مركب لا يختلف كثيرا في تركيبة ورشاته عن مركب الحجار، و قد خضعت لبرنامج إعادة تأهيل تنفيذا لبرنامج إستثماري، كانت نتائجه الميدانية ناجحة إلى حد كبير، بدليل إرتفاع القدرة الإنتاجية، الأمر الذي حفز مجلس الإدارة على تزكية إقتراح تعيين الهندي موكوند كولكارني كمدير عام جديد لمركب الحجار خلفا للفرنسي فانوسون لوغويك الذي تقرر إستدعاؤه لمهام أخرى في مديرية الموارد البشرية لمجمع " أرسيلور ميطال " بدولة لوكسمبورغ. هذا و قد نقل مجلس الإدارة في بيانه الموقع من طرف الرئيس أحمد بن عباس التصريحات الأولى للمدير العام الجديد كولكارني و التي أعرب فيها عن تفاؤله الكبير بالقدرة على تجسيد برنامج الإستثمار المسطر بالنظر إلى الإمكانيات المادية الضخمة التي سخرتها الحكومة الجزائرية، فضلا عن تنويهه بنوعية الإنتاج على مستوى مركب الحجار. إلى ذلك فقد كشفت المديرية العامة في بيان آخر أصدرته بالمناسبة عن بعض التغييرات التي حصلت على مستوى الطاقم المسير تنفيذا لقرارات مجلس الإدارة، حيث تقرر إنهاء مهام 3 إطارات فرنسية أخرى، و يتعلق الأمر بكل من جون بول أورديوني، أوندري بوك و جان بيار مولييه، و تعويضها بإطارات حاملة للجنسية الهندية سبق لها العمل مع المدير العام الجديد، مما يعني بأن هذا التغيير جاء ليرسم عودة التسيير الهندي إلى مركب الحجار، بعد تصاعد الغليان على المسيرين الفرنسيين من طرف العمال و الشريك الإجتماعي. قرار مجلس الإدارة كان كافيا لتهدئة الأوضاع داخل مركب الحجار، لأن النقابة كانت قد بادرت إلى إستنفار القاعدة العمالية مع التلويح بالدخول في إضراب مفتوح و شامل في حال عدم الإستجابة لمطلب الرحيل الفوري للإطارات الفرنسية، خاصة تلك التي كانت مكلفة بتسيير مديرية الموارد البشرية، على خلفية التعطلات التقنية التي شهدها الفرن العالي في غضون شهر، بسبب موافقة التقنيين الفرنسيين على إعادة تشغيل الفرن بالإعتماد على موقدين فقط، بعد الفشل في تشغيل الموقد الثالث، و هو الإجراء الذي كبد المؤسسة خسائر بالملايير نتيجة إحتراق مئات الأنابيب، رغم ان الإدارة الفرنسية كانت قد رفضت مقترح النقابة بتوقيف الفرن بصفة تحفظية إلى غاية النجاح في تشغيل الموقد الثالث، و هي القضية التي كانت قد أفاضت الكاس و فجرت الوضع بين الطرفين، سيما و أن الفرع النقابي إتهم الشريك الفرنسي بالتخطيط لتسريح عمال " المنطقة الساخنة " تمهيدا لغلق بعض الورشات تنفيذا لمخطط " أوميغا " الرامي إلى تقليص الكتلة العمالية لمركب الحجار من 5400 إلى 2200 عامل. ص / فرطاس