بهاء الدين. م دقت نقابة الفرع النقابي لمؤسسة أرسيلور ميتال عنابة، ناقوس الخطر بخصوص الوضعية الراهنة للمركب واعتبرت الأزمة التي طفت مؤخرا على السطح بمثابة مؤشر أولي على مناورات لضرب استقرار المؤسسة من طرف أشخاص محسوبين على الفروع النقابية السابقة، مما جعل أعضاء المكتب التنفيذي الحالي للفرع النقابي يوجهون أصابع الاتهام إلى جماعة تسعى لتعطيل عملية تجديد الفرع المقررة خلال أيام مع التخطيط للعودة إلى مركب الحجار من أجل الحصول على امتيازات في المرحلة القادمة، على إعتبار أن الشريك الأجنبي من المرتقب أن يشرع في تجسيد برنامج الاستثمار المسطر. النقابة وفي جمعية عامة طارئة عقدتها أمس بمشاركة ما لا يقل عن 4 آلاف عامل، وبحضور ممثلين عن المديرية العامة سارعت إلى إطلاق صفارات الإنذار، وأكدت أن الاضطرابات التي شهدتها العملية الإنتاجية إثر الإضراب الذي شنته مجموعة من عمال وحدة الفرن العالي كبّدت المؤسسة خسائر قاربت 4 ملايين دولار، لكن تلك الحركة الاحتجاجية كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، لأنها كشفت عن وجود مجموعة منشقة تسعى إلى تنفيذ مخططاتها الرامية إلى إحداث انقسامات في أوساط الكتلة العمالية، وكهربة الأجواء بين الإدارة والفرع النقابي، بشن جملة من الإضرابات، وهي الخطوة التي وصفها أعضاء الفرع النقابي بالخطيرة، حيث أكد الأمين العام السابق لنقابة المؤسسة مراد ضيف الله أن مصير العمال أصبح يكتنفه الغموض، لأن بقاء دار لقمان على حالها كفيل بجعل مركب الحجار مهددا بالغلق، كون توقف وحدة الفرن العالي عن النشاط بسبب رفض العمال إعادة تشغيله من شأنه أن يكلف المؤسسة خسائر باهضة، فضلا عن أن الشريك الأجنبي لم يشرع في تجسيد برنامج الاستثمارات الذي كان قد سطره على المديين القصير والمتوسط. وانطلاقا من هذه الوضعية، أكد ضيف الله في الكلمة التي ألقاها أمام العمال بأن المرحلة الحالية هامة وجد حساسة بالنسبة للمؤسسة، لأن الفرع النقابي المؤقت قاد النقابة لعهدة انتقالية دامت 6 أشهر، وانتخابات تجديد الفروع النقابية مبرمجة قبل نهاية السنة الجارية، وهي البرمجة التي مهدت الطريق أمام أطراف خارجية للسعي من أجل العودة إلى المؤسسة عبر بوابة النقابة، وهنا فتح ضيف الله قوسا ليؤكد أن تواجد الأمناء العامين السابقين لنقابة أرسيلور ميتال عنابة ضمن تركيبة الاتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار دفع بمجموعة من العمال إلى الحديث عن إمكانية بسط هذا النقابي السابق لنفوذه من أجل تنصيب أعضاء محسوبين على جناحه، لكن ذلك لن يحدث، على حد تعبير ضيف الله، الذي خلص إلى القول في هذا الإطار إن العمال أصبحوا مطالبين بضرورة التصدي لكل الأشخاص المحسوبين على النقابيين السابقين، لأن الاتحاد المحلي ليس له أي دخل في الانتخابات، ومهمته الأساسية هي الإشراف على التنظيم. على صعيد آخر، أكد أعضاء المكتب التنفيذي للفرع النقابي أن الوضعية الراهنة للمركب تحتم على العمال بذل مجهودات إضافية للرفع من القدرة الإنتاجية، لأن تلقي الرواتب يبقى مرتبطا بمدى نجاعة الإنتاج، والإضراب الذي قام به العمال مؤخرا دفع بالشريك الفرانكو هندي إلى المطالبة بضرورة تحمل كل طرف مسؤوليته، مع التلميح إلى إمكانية غلق المركب في حال تواصل موجة الاضطرابات داخل المؤسسة، لا سيما وأن الشريك الأجنبي لم يشرع إلى حد الآن في تجسيد برنامج الاستثمار الذي كان قد سطره، على اعتبار أن مجمع "أرسيلور ميتال" بلوكسمبورغ اشترط تسريح شطر من القرض الذي تم توقيع عقد بشأنه مع البنك الجزائري الخارجي لفائدة المؤسسة للانطلاق في المخططات التي تم ضبطها، وفي مقدمتها تجديد وتهيئة الورشات والوحدات الإنتاجية، ومن بينها الفرن العالي، وهو المخطط الذي كان من المقرر أن ينطلق منتصف السنة الحالية ويمتد على مدار 4 سنوات.