يعاني المواطنون منذ ما يقارب خمسة أيام من تذبذب كبير في توزيع مادة الحليب الذي تنتجه وحدة بئر خادم لمصنع "كوليتال" بعد دخول عمالها ال500 في إضراب مفتوح، بسبب المشاكل العالقة بينهم وبين الإدارة والمتعلقة برفع رواتبهم التي تراوح مكانها منذ ما يقارب سنتين شن خلالها العمال أربعة إضرابات كللت بوعود لا تزال حبرا على ورق. عمال المركب الذين التقتهم "البلاد" خلال زيارتها لوحدة مصنع كوليتال ببئر خادم أكدوا بغالبية ساحقة استعدادهم للعودة للعمل في حال استجابت الإدارة لمطلبهم المتمثل في زيادة أجورهم التي تعتبر زهيدة إذا ما قورنت بالمنح الضخمة التي تمنح لإطارات المصنع كما أكده أحد العمال المضربين في تصريح ل"البلاد". خليفي: القبضة الحديدة مستمرة بين الإدارة والعمال وفي هذا السياق أكد رئيس النقابة وممثل عمال المصنع، خليفي، أن مشكلة العمال لا تزال عالقة منذ فيفري 2012 حيث قال في السياق إن العمال أعطوا فترة قاربت الشهرين كمهلة للإدارة الجديدة التي نصبت في 25 جانفي المنصرم والتي جمدت على أثرها العمال إعذار الإضراب الذي قدموه في 15من الشهر نفسه، مانحين الإدارة الجديدة فرصة لأخذ المطالب العمالية بعين الاعتبار. وهو ما لم يتم تحقيقه حسب المتحدث. وفي هذا السياق أكد ممثل العمال في تصريح ل«البلاد" أمس أن النقابة التقت ممثلي النقابية المركزية وممثلي الوزارة والوالي المنتدب شهر مارس المنصرم، وشكلت لجنة قامت بمنح إدارة كوليتال مهلة شهر كامل لتلبية مطالب العمال انتهت في 10 أفريل المنصرم حيث فضل العمال خيار التريث حتى مرور الانتخابات الرئاسية لتجنب تسييس مطالبهم أو استغلالها من بعض الأطراف لإغراض سياسية حسب ما أكده المتحدث ذاته. وفي سياق ذي صلة أكد المتحدث أن العمال مستعدون للعودة إلى العمل في حال تمت الاستجابة لمطلبهم المتمثل في رفع الأجر القاعدي لعمال المصنع بما يقارب 30 بالمائة في وقت تقترح فيه الإدارة نسبة 10 بالمائة وهو ما يرفضه العمال جملة وتفصيلا. كما أكد ممثل العمال أنهم قد علموا أن المدير العام للمجمع قد قام صبيحة أمس بإيداع شكوى أمام وكيل الجمهورية ضد العمال المضربين في خطوة تصعيدية تثبت أن الإدارة ترفض الحوار وقررت استعمال القبضة الحديدة ضد العمال. الموزعون يرفضون التعامل مع وحدات بودواو وعين الدفلى من جهته أكد الأمين العام لاتحاد موزعي الحليب، بلور أمين، أن إدارة المركب اقترحت على الموزعين الاتجاه للتعامل مع وحدات بودواو وعين الدفلى وأكد في هذا السياق أنهم قد اجتمعوا مع المدير العام للمركب الذي اقترح تقسيمهم على وحدات عين الدفلى وبومرداس لتغطية العجز الذي تعاني منه العاصمة في توزيع هذه المادة الحيوية وهو المقترح الذي رفضه الموزعون حسب بلور لأنه مقترح غير عادل بالنسبة لهم نظرا لضعف الهامش الربحي الذي يبلغ ما يقارب 0.75 سنتيم عن اللتر وهو الهامش الذي سينعدم في حال تحويلهم إلى الوحدات الأخرى خارج العاصمة حسب ممثل الموزعين، إضافة الى ارتباط عقودهم الموقعة مع المجمع مع وحدة بئر خادم وهو ما يرفضون تغييره. وناشد ممثل الموزعين الوزارة الوصية التدخل لإيقاف سيل الخسائر التي يتكبدها هؤلاء في حال استمرار الحال على ما هو عليه بين الإدارة والعمال. البيع تحت ضوء القمر لحليب مدعم بأكثر من 35 دينارا ممثل الموزعين أكد في سياق غير بعيد أن العديد من الشاحنات التابعة للوحدات الأخرى لمجمع كوليتال على غرار وحدة بودواو تجوب شوارع العاصمة ليلا حيث وضعت لها نقاط بيع في العديد من الأحياء على غرار عين النعجة وحسين داي وباب الوادي لبيع الحليب المدعم بأسعار تجاوزت 35 دج ووصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 60 دج وهو ما يعتبر غير قانوني، لأنها تابعة للولايات الأخرى وغير مخولة للتوزيع في العاصمة، وقال إنه يملك أفلام فيديو تم التقاطها من شوارع العاصمة تظهر هذه الشاحنات وحولها طوابير الناس تحت حماية أفراد الشرطة. الإدارة ترفض التصريح والمدير العام للمركب يؤكد وفرة الحليب رئيس المجمع الذي التقته "البلاد" خلال زيارتها لوحدة بئر خادم رفض الحديث عن إضراب العمال بشكل قاطع مكتفيا بالقول إن الإضراب لم يؤثر على إنتاج المركب رغم ما وقفنا عليه من توقف الإنتاج بالوحدة بشكل كامل، مكتفيا بالقول إن السوق تعرف فائضا في الحليب. وما لمسناه خلال الزيارة هو تهرب الإدارة الكامل من وسائل الإعلام حيث رفضت مديرة الموارد البشرية الحديث إلى الصحافة، فيما بدت مكاتب الموظفين خاوية على عروشها. وحدة تبريد مركزية ب 23 مليار سنتيم عاطلة منذ أشهر ما لفت انتباهنا خلال زيارتنا للمجمع هو وحدة التبريد المركزية التي قال العمال إنها عاطلة منذ ما يقارب ستة أشهر وهي الوحدة التي كلفت المصنع ما يقارب 23 مليار سنتيم لإنجازها قبل أن تشتغل أربع سنوات فقط وتتوقف بشكل مفاجئ حسب شهادة أحد العمال المضربين، إضافة إلى الآلات القديمة التي تعود إلى فترة ما بعد الاستقلال والتي لم يتم تجديدها على الرغم من الميزانيات الباهظة التي منحت للإدارة لتجديدها حفاظا على سلامة العمال وهو ما يجعلها ترفض منح ترخيص لوسائل الإعلام لتصوير مراكز الإنتاج بالمركب حتى لا تفتضح حقيقتها، حسب العمال.