معاناة تفوق الوصف يعيشها البدوالرحل ببلدية المغير ولاية الوادي وبالضبط بالقرب من قرية نسيغة حياة رسم عنوانها الشقاء والمعاناة المتواصلة نتيجة افتقارهم لأدنى مقومات العيش الكريم في خيم متنقلة بأماكن لا تصلح للعيش لا يعرفون من الحياة العصرية شيئا يتوقون لحياة أفضل كبقية الأفراد بعيدا عن النقائص والمشاكل التي يواجهونها التي لطالما كانت حجر عثرة في طريق سعادتهم. يسكنون خيما تحيط بها الأوساخ من كل صوب لا يكاد يصدق أننا في خضم التطور الذي يشهده العالم في عصر التكنولوجيا ومايزال هناك أناس يعيشون حياة بدائية بكل تفاصيلها يتخذون من خيم بالية منصوبة في الخلاء مأوى لهم من قسوة ومذلة فصل الشتاء الذي يزداد فيه الأمر صعوبة خصوصا لدى هطول الأمطار تحيط بهم القاذورات والأوساخ من كل صوب والتي أصبحت مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة ومختلف الحشرات الضارة، إذ تؤوي الخيمة الواحدة أكثر من 12 فردا يستغلونها للنوم والطبخ ولا يوجد حتى مكان للجلوس بهذا المأوى نظرا لاكتظاظ الأشياء هنا وهناك داخل الخيمة وكل الحاجيات. فهم يتوقون للعيش في سكنات لائقة كغيرهم من البشر لكي يتخلصوا من جحيم المعاناة يستغيثون في الوقت ذاته بالسلطات لإخراجهم من واقع تعيس ومستقبل أصبح مجهول المعالم هم وأسرهم. الحمير لجلب المياه، والحطب وسيلة للطبخ والإنارة الحمير هي وسيلة النقل الوحيدة التي يملكونها ويستغلونها لتوفير مياه الشرب، إذ يقومون بتوفير هذه المادة الضرورية عن طريق عربات الحمير من مسافات بعيدة وأحيانا أخرى تقوم النسوة بهذه العملية الشاقة وينقلن المياه مشيا على الأقدام وإن لم يفعلوا هذا ماتوا عطشا دون أن يدري احد بأمرهم وكأنهم في عالم آخر. ويستعملون الحطب في عملية الطبخ نهارا وبالليل يستغلونه لإشعال النيران للإنارة لحماية أنفسهم من أي خطر يتهددهم بحيث لا يعرفون شيئا اسمه الكهرباء ويعيشون ظلاما دامسا يشتاقون إلى ضوء لإزالة ظلمتهم. هم محرومون من وسائل التكنولوجيا أبسطها التلفاز لمعرفة ما يدور في العالم الخارجي الذي نساهم في ظل الأوضاع المزرية التي لا يتعدى تفكيرهم فيها كيفية تأمين لقمة العيش لأطفالهم من أجل المحافظة على البقاء. الفقر عنوان حياتهم والرعي هو المهنة الوحيدة لكسب القوت الفقر تجذر بالمنطقة بقوة وصنوف المعاناة تتقاذف حياتهم الرتيبة بإصرار عجيب لقلوب تتلهف شوقا لحياة أدمية، وأطفال حفاة عراة حرموا حتى من الأحلام، يأكلون نصف بطونهم لا يعرفون مهنة أخرى غير الرعي منذ نعومة أظافرهم، ونساؤهن يعملن في الاحتطاب الذي أنهك أجسادهن، يتحملن أكثر من طاقاتهن ويبذلن كل ما في وسعهن لتوفير ابسط المستلزمات. وفي هذا الصدد صرح العديد منهم بأنهم يعيشون الويلات ويحملون هموم الدنيا على اكتافهم ويجرون أذيال الخيبة بعد أن خابت كل أمانيهم في الحصول على حياة كريمة وعلى فرصة عمل تعينهم على مصاعب الحياة، يطالبون بمستقبل مشرق ولكن ما من أحد من المسؤولين يلتفت إليهم أو يهتم بشؤنهم، حقوقهم مهضومة، وضعوا في خانة النسيان منذ زمن. التعليم والعلاج وجل الخدمات العامة لا تعرف طريقها إليهم قالوا إنهم منسيون ومقصون من الخدمات العمومية كالتعليم، فالأطفال المحظوظون فقط هم الذين يتكبدون عناء التنقل ويلتحقون بالمدارس ولكنهم لا يستطيعون إنهاء المشوار نتيجة الظروف المادية المعدومة. أما البعض الآخر فيتجهون للرعي منذ الصغر والجهل والأمية تمكن من الوصول إليهم بسهولة. وفي العلاج يتعمدون على الطرق التقليدية والأعشاب وتحمل الألم بحيث يتعرضون للموت في اليوم أكثر من مرة ولكنهم يواجهونه بالصمود لعدم وجود حل بديل لديهم وجل الخدمات العمومية الأخرى لا تعرف إليهم سبيلا واليوم يمر أسوا من اليوم الآخر بالنسبة لهم، وهم لا يجدون الخلاص وينتظرون فرجا لا يأتي. يناشدون السلطات التوجه إليهم باعتبارهم مواطنين لهم حقوق كبقية المواطنين.