أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن بلاده لن تقبل بما سماه "الأبارتايد النووي" وتتنازل عن خططها النووية، مؤكدا في المقابل عزم طهران على تكريس "مزيد من الشفافية" في مفاوضاتها مع الغرب، وذلك مع قرب عقد جولة جديدة من المباحثات الثلاثاء. وترفض طهران التنازل عن "حقها" في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية، وعبرت عن استعدادها لمناقشة الحد من عمليات تخصيب اليورانيوم. وشدد روحاني في خطاب داخل مقر المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية على أن طهران لن تتفاوض حول تقنيتها النووية مع الغرب، غير أنه أوضح أن بلاده جاهزة لتقديم مقترحات "بشفافية أكبر"، وذلك "لتؤكد للعالم أن أعداءها يكذبون" باتهامهم طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي. وتزامن تصريح الرئيس الإيراني مع اقتراب جولة جديدة من المفاوضات ستعقد الثلاثاء بالعاصمة النمساوية فيينا، حيث ستشرع قوى "5+1" "الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا" وطهران في صياغة مشروع اتفاق نهائي. ويشدد الغرب على ضرورة أن توفر طهران الضمانات الضرورية ليبقى مطلعا على أنشطتها النووية، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. وأفضت الجولات الثلاث الأولى من المحادثات إلى توقيع اتفاق مرحلي بجنيف الخريف الماضي. ويعتبر مفاعل أراك إحدى أهم العقبات التي تواجه المفاوضات، حيث يرى الغرب أن هذه المنشأة قد توفر لإيران نظريا مادة البلوتونيوم التي يمكن أن تكون بديلا من أجل صنع قنبلة ذرية، بينما توضح طهران أن هذا المفاعل الذي خضع بناؤه لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليس له هدف آخر سوى إجراء الأبحاث، خاصة الطبية منها. واقترحت واشنطن تحويله إلى مفاعل يعمل بمياه خفيفة، لكن إيران رفضت ذلك، واقترحت في المقابل تغيير مهمة المفاعل للحد من البلوتونيوم المنتج داخله. وكان خبراء وكالة الطاقة الذرية أكدوا أن طهران احترمت تعهداتها التي تم الاتفاق عليها في لقاء جنيف، وأعلنوا يوم 17 أفريل الماضي أن إيران خفضت 75٪ من مخزونها من اليورانيوم المخصب. وذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد اجتماع فيينا الذي عقد الشهر الماضي، أن نصف النقاط الحساسة تقريبا قد تمت تسويتها، غير أنه استدرك بقوله "الجزء الصعب قد بدأ، والاتفاق المنشود قد ينسف حتى وإن كان 2٪ من المواضيع التي جرى بحثها" لا تشكل موقع توافق. وحُدد تاريخ العشرين من جويلية القادم موعدا نهائيا قد يمتد لستة أشهر لتوقيع اتفاق بين طهران ومجموعة "5+1".