يشتكي سكان الحيين الشعبيين الأعشاش والمصاعبة بعاصمة الولاية من سوء التغطية الصحية بوحدة العلاج التي باتت بحاجة إلى علاج حسب تصريحاتهم بالرغم من التعداد السكاني الهائل الذي يقارب 1500 ساكن، حيث تشهد وحدة العلاج المتواجدة داخل الحي الشعبي الأعشاش عدم توفر أبسط وأدنى الشروط والمستلزمات الطبية والعتاد ابتداء بعدم وجود كراس لجلوس المرضى، ولافتة تبرز المكان، إضافة إلى أدنى شروط التمريض، حيث لا يوجد بها حتى ملتزمات وآلات بسيطة كآلات قياس ضغط الدم أو معقم لحقن إبرة أو ضمادات لجرح بسيط. وقد عبر بعض مواطني هذه الأحياء ل"البلاد" عن قلقهم الشديد جراء الوضع الذي بات ينبئ بكارثة صحية لاسيما بعد استفادة الولاية بعدة تجهيزات في قطاع الصحة. وحسب السكان فإن وحدة العلاج تحولت إلى خرابة حقيقية جراء انتشار الأوساخ والغبار والأتربة في أرجاء المكان، فلا وجود أصلا للافتة تدل على أنها وحدة علاج، زجاج الباب مكسور منذ زمن، والغبار يغطي المكان. كما زاد الانعدام التام لأبسط التجهيزات والوسائل من معاناة المرضى بل وأدخل الممرضة الوحيدة في بطالة مفروضة. وما أثار حفيظة السكانهو التخطيط الأعمى وغير المدروس، والذي حوّل الجزء الكبير من المكان إلى غرفة لمولد كهربائي نظرا لانعدام الأماكن، تم بموجبها احتلال جزء كبير لإنجاز هذا المشروع بدل أن يتم ترميم وإنجاز غرفة للمناوبة الطبية أو قاعة لجراحة الأسنان. وما زاد في استياء السكان هو الانعدام التام للمناوبة الطبية بحيي المصاعبة والأعشاش رغم أنها تتوفر على أزيد من عشرة أطباء بالجهة، وأبناء المنطقة ناهيك عن الممرضين فيها. وتعرف جل الشوارع والأزقة ضيقا كبيرا صار دخول أي سيارة إسعاف شبه مستحيل. ويضطر مرضى الأحياء للتوجه إلى المؤسسة الصحية بالنزلة أو 19 مارس لقياس ضغط الدم أو حقن إبرة أو تضميد جرح فقط. التقرير الأخير المرفوع إلى والي الولاية، بخصوص تصنيف الأحياء بعاصمة الولاية، يحمل مغالطات كبيرة لأنه يعتبر الحي مكتمل التهيئة ويتوفر على جميع الشروط والإمكانيات حتى خيل إليهم أنهم يقطنون في أرقى ولاية أمريكية، أو عاصمة الجن والملائكة على حد قول رئيس الحي. وأكد عشرات الشبام أنهم سئموا الوضع والتغيب المقصود لأدنى الشروط الصحية، وأنهم لا يطلبون المستحيل من القائمين على الشأن الصحي. وأضافوا أن هناك مساعي حثيثة لتهدئة الوضع من قبل عقلاء وأعيان الأحياء المذكورة حتى لا ينفلت الوضع، إذ يعتزم العديد منهم الخروج وقطع جميع الطرق الرئيسية بعاصمة الولاية في احتجاجات إن صحت ستدخل الولاية في انسداد تام خاصة أن الطرق المجاورة للحيين تعتبر عصب الحياة لولاية الألف قبة وقبة، وهذا طلبا لآلة ضغط الدم أو كرسي لجلوس مريض أو مناوبة طبيب ليوم واحد فقط. وطالب هؤلاء في عديد المرات بتحسين الأداء العلاجي والتكفل الجيد بالمرضى وطالبي العلاج من خلال تدخل السلطات والجهات المعنية لتدارك النقائص المسجلة بالهيكل الصحي الذي أصبح حديث العام والخاص. وقد تحولت معاناة السكان إلى مشكلة حقيقية تتطلب التدخل العاجل لإيجاد الحلول، فقد سجل الكثير من الوفيات، خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة لعدم تلقي العلاج في أوانه.