أعلنت وزارة التجارة أمس، أن القرار القاضي بإضافة ما نسبته 0,5 غرام من نشاء الذرة في كل 100 غرام من مسحوق الحليب الصناعي سيدخل حيز التنفيذ بعد ثلاثة أشهر، ابتداء من يوم أمس، تاريخ صدور القرار في الجريدة الرسمية، أي أنه سيطبق ابتداء من منتصف شهر سبتمبر القادم. ومعلوم أن مسحوق الحليب الصناعي يعتبر المادة الأولية الموجه للملبنات المنتجة لأكياس الحليب المدعم ذات سعة 25 دينار جزائري الواسعة الاستهلاك من طرف العائلات الجزائرية، وبناء على قرار وزارة التجارة فإن "حليب الأكياس" المدعم سوف يحتوي انطلاقا من سبتمبر المقبل على نسبة من النشاء. وجاء في القرار الذي صدر أمس في العدد الأخير من الجريدة الرسمية أن إضافة مادة النشاء لمسحوق الحليب الصناعي يأتي "ككاشف" يضمن متابعة مسار مسحوق الحليب المدعم، على أن لا يضاف النشاء لمسحوق الحليب غير المدعم الذي يستعمله المنتجون الخواص في صناعة مختلف مشتقات الحليب كالزبدة والجبن بمختلف أنواعه والقشدة والياغورت. وتأتي هذه التدابير بعدما كشفت تحقيقات وزارة التجارة أن سبب أزمة الحليب التي تظهر بين الحين والآخر هو تحويل المنتجين الخواص مسحوق الحليب المدعم الموجه لصناعة الحليب إلى صناعة مشتقات الحليب التي توفر لهم ربحا على حساب دعم الدولة، بدلا من صناعة الحليب المعبأ في أكياس ذات سعة 25 دينارا، الأمر الذي دفع بوزارة التجارة إلى اللجوء إلى هذا الحل لتمكين فرق مكافحة الغش من كشف نوعية الحليب المستعمل في صناعة مشتقات الحليب وكشف المنتجين الذين يحولون المسحوق المدعم، ويسببون "أزمة حليب" سنويا. ويأتي إصدار وزارة التجارة لهذا القرار رسميا بالرغم من الزوبعة التي أثارها هذا القرار بسبب استهجان واستنكار جمعية حماية المستهلك والفيدرالية الوطنية لمرضى السكري لما له من آثار على هذه الشريحة الواسعة في أوساط الجزائريين، على اعتبار أن عدد مرضى السكري يقدر بمليونين ونصف مصاب. جدير بالذكر أن مسحوق الحليب الصناعي هو المنتوج المتحصل عليه مباشرة عن طريق نزع الماء من الحليب، وتطلق تسمية مسحوق حليب صناعي كامل على الحليب الذي يحتوي على نسبة 26 بالمائة على الأقل من المادة الدسمة.