الوالي الجديد يتوعّد بتطبيق القانون بصرامة عرفت غرداية أمس أكبر تجمع أمام مقر الولاية، شاركت فيه شخصيات عديدة على غرار أعيان المنطقة والمجتمع المدني بجميع أطيافه وتوجهاته، إلى جانب قائد الحركة الانفصالية كمال الدين فخار ومواطنين، للمطالبة بعودة الأمن إلى المنطقة وإنهاء الفتنة التي عصفت بالولاية وأفضت إلى خسائر بشرية ومادية معتبرة، في وقت شهدت فيه العاصمة وقفة موازية صباح أمس، لشباب من غرداية أمام مقر دار الصحافة الطاهر جاووت، رفعوا شعارات تندد بالعنف وتطالب بالقصاص من المتورطين في القتل والتخريب. واحتشد المئات من سكان ولاية غرداية في مقدمتهم شيوخ وأعيان المنطقة من الميزابيين وناشطون في المجتمع المدني، إلى جانب شخصيات من حركة "الماك" التي يقودها كمال الدين فخار الذي سبق أن اتهم بالوقوف وراء الأحداث الدامية التي عرفتها الولاية، في وقفة تعد الأكبر منذ بدء المواجهات والعنف قبل أشهر، وذلك أمام مقر الولاية، حملت شعار "وفاء لتضحيات الفداء واستنكار لعمليات الغدر والاعتداء"،رافعين لافتات تندد بالقتل والحرق والتخريب، وتطالب بالأمن والاستقرار، وسط استياء واستنكار كبيرين من فشل السلطات في وضع حد للمأساة التي راح ضحيتها ما يقارب العشرة أشخاص وأسفرت عن مئات الجرحى والمعطوبين إضافة إلى خسائر مادية ضخمة، خصوصا بعد وقوع آخر ضحية قبل أيام قليلة، إثر اعتداء طاله من قبل مجموعة مجهولة الهوية. وفي هذا السياق، وجد الوالي عبد الحكيم شاطر، الذي عيّن حديثا على رأس الولاية خلفا للوالي السابق محمود جامع، نفسه أمام اختبار صعب، خصوصا أنه جاء على أنقاض فشل من قبله في إخماد نار الفتنة، والتعامل مع الوضع الذي أخذ يتفاقم ليترجم على شاكلة حرب أهلية، فما كان عليه إلا أن استقبل وفدا من ممثلي المجتمع الميزابي داخل مقر الولاية، ليبحث الوضع معهم، في اجتماع استمر ساعات طويلة حسب ما أكدته مصادر "البلاد"، في وقت أكد فيه حرصه على تطبيق القانون بصرامة على الجميع، بعيدا عن أي اعتبارات أو انتماءات من أجل إعادة المنطقة إلى سابق عهدها، وهو الهدف الذي يستدعي تكاتف الجهود بين جميع الأطراف دون استثناء. وقابل المشاركة القوية للميزابيين في الوقفة، حضور قوي لقوات الأمن التي طوّقت المكان تحسبا لحدوث أي طارئ، فيما حلقت طائرات الهليكوبتر في سماء غرداية، في جولات استطلاعية لمراقبة الأجواء من بعيد، بينما حرص المشاركون على أن تكون وقفة سلمية حضارية بعيدة عن العنف، تمكن من إيصال صوتهم إلى السلطات العليا، عسى أن تنهي مسلسل الفتنة التي تعرفها المنطقة. وعلى بعد 600 كلم من غرداية، نظم شباب وادي ميزاب وقفة سلمية أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، مطالبين الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الأزمة، ورفعوا شعارات تنادي بالقصاص من المتورطين في الأحداث الأخيرة، وقتلة الضحايا الأبرياء، حتى يكونوا عبرة للآخرين، وهي الوقفة التي تعد الثالثة من نوعها بالعاصمة بعد تلك التي نظمت قبل أشهر بالمكان نفسه، وقبلها أمام قصر الحكومة، للمطالبة بتدخل السلطات العليا.