أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الوهاب نوري، أمس، ببلدية بئر العرش، أن الوزارة اتخذت إجراءات جد صارمة وردعية للحد من انتشار وباء الحمى القلاعية الفتاك، ولن تدخر أي جهد في تدعيم ولاية سطيف باللقاح وكذا وضع برنامج عمل وفق ما تقتضيه الشروط الأمنية والصحية في مثل هذه الظروف، بمنع نقل الحيوانات إلا بإذن من الطبيب البيطري إلى مسلخ قريب منهم وكذا غلق جميع أسواق بيع المواشي عبر الوطن لمنع انتشاره إلى غاية التحكم في الأمر، مع تكثيف الدوريات ونقاط المراقبة وفرض رقابة صارمة واتخاذ الإجراءات الردعية على تنقل الأبقار والأغنام والماعز. كما أكد الوزير أن الدولة من واجبها أن تقف بجانب المربين والموالين والعمل على دعمهم، حيث أمرت بتعويض مالكي البقرة الحلوب بنسبة 80 بالمئة من قيمتها. في حين لم يتم تحديد نسبة تعويض العجول. كما صرح أن خطر وباء الحمى القلاعية المنتشر في تونس منذ أفريل الفارط قد عرف طريقه إلى المواشي الجزائرية، رغم أن وزارة الفلاحة قامت باتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها أن تحد من انتشار هذا الوباء الفتاك بالاقتصاد الوطني، وهذا بعد قيامها بحملة تلقيح أكثر من مليون رأس خاصة على مستوى الولايات الحدودية وكذا الشرقية، ولولا هذا الإجراء لكانت الكارثة، خاصة بعد أن انتشر الداء في تسع ولايات جزائرية هي باتنة، البويرة، المدية، بجاية، تيزي وزو، قسنطينة، الجزائر العاصمة وخنشلة، حيث تم تسجيل وفاة أكثر من 400 رأس من الأبقار والعجول ببلدية بئر العرش بولاية سطيف، وقد أرجعه وزير الفلاحة ذلك إلى اللاوعي واللامسؤولية في شراء الثروة الحيوانية من خارج الجزائر وعدم التصريح بالمرض للسلطات بعد ظهوره بالمنطقة وكذا تصرف الموالين بطرق عشوائية وعدم احترام القواعد الصحية والعلمية والعمل على تسويقه في مختلف ولايات الوطن، مما يتسبب في انتشاره، جاعلين همهم الوحيد الربح السريع، مؤكدا أن الوزارة دعمت بلدية بئر العرش التي بدأ الوباء بالانتشار بها ب 4000 لقاح، أي بمعدل 8000 جرعة لقاح والذي وصفها الموالون بالقليلة وغير الكافية ولا تفي بالغرض المطلوب، باعتبار أن البلدية بها أكثر من 50000 رأس، حيث استفاد كل بيطري من 7 قنينات إلا أنها لا تفي بالغرض ولا تلبي احتياجات الموالين الذين شكلوا طوابير طويلة أمام مكتب الفلاحة منتظرين وصول كميات إضافية من اللقاح الذي لن يصل غدا، كون مخزون الولاية من هذا اللقاح نفذ حسب مصادرنا، بل ولا يوجد حتى على مستوى وزارة الفلاحة المخولة الوحيدة باستيراده من خارج البلاد في حين لم ينكر عبد الوهاب نوري وجود كمية من اللقاح المنتهية الصلاحية التي وصلت الى ولاية سطيف بغرض تسليمها للبياطرة.