أعلنت مفتشيات البيطرة في ولايات الشرق حالة الاستنفار بعد اكتشاف بؤر إصابة لأول مرة في ولايتي عنابة والطارف. وذكرت مصادر "البلاد" أن وزارة الفلاحة أطلقت أجهزة محلية للمراقبة والإنذار لوقف زحف الحمى القلاعية عبر ولايات الشريط الحدودي. فيما فرضت المصالح المختصة طوقا بيطريا على بؤر الوباء في عدة ولايات للسيطرة على مسار العدوى بالفيروس. وعن مدة صلاحية قرار غلق أسواق الماشية بالولايات التي سجلت بها إصابات ذكر مصدر مسؤول من وزارة الفلاحة "أن الحيز الزمني لقرارات الغلق التي يصدرها الولاة لم تحدد بعد، لكن يمكن أن يعاد فتحها خلال الأسابيع المقبلة تحسبا لعيد الأضحى، إذا لم تسجل خلالها حالات تستدعي القلق". وكشفت مصادر بيطرية مسؤولة مساء أمس في عنابة، عن تسجيل أول الاصابات بالحمى القلاعية في إحدى مزارع بلدية الشرفة، حيث أعلنت حالة الطوارئ في البلدية المذكورة بعد التأكد من وجود بؤرة لفيروس الحمى القلاعية. وقالت المصادر إن مربيا استدعى فرقة بيطرية إلى مزرعته بعد تخوفه من أعراض مقلقة ظهرت على إحدى الأبقار، مشابهة لما يعرفه حول أعراض الحمى القلاعية، حيث تم أخذ عينات من دم البقرة وبعد إجراء التحليل تبين إصابتها بالداء، ما تطلب عزلها وذبحها. وقد باشرت المصالح البيطرية ومديرية الفلاحة حملة لإخضاع كل الأبقار إلى الفحوصات بغية تطبيق خطة طارئة لمنع انتشار الحمى القلاعية. وفي ولاية الطارف، أشارت مصادر مطلعة إلى تسجيل إصابة بقرة في بلدية الذرعان، حيث سارعت السلطات المحلية إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية المعمول بها في هذا الإطار لمحاصرة الوباء، والتي سيكون على رأسها حصر المناطق الموبوءة وإجراء كافة التحاليل المطلوبة في المرحلة الأولى، إلى جانب غلق مؤقت لأسواق الماشية ووقف بيع الأبقار وذبحها. كما عبر بعض المربين في ولايات الشريط الحدودي بالخصوص عن مخاوفهم إزاء إمكانية انتشار المرض في الأيام القادمة مما قد يصعب مهمة محاصرته، أو قد يؤدي بهم إلى ذبح عدد كبير من الأبقار في حالة تأكد إصابتها. وقد اعتمدت السلطات في الولايات الحدودية بالخصوص طريقة تكثيف المراقبة من قبل البياطرة المجندين للعملية، مع مراقبة تحرك رؤوس الماشية وتسليم شهادة بيطرية تثبت المراقبة وسلامة الماشية أو الأبقار. مع العلم أن الخطر يحدق بالأبقار أكثر من المواشي، التي نادرا ما يسجل بها حالات إصابة، ووضعت السلطات أجهزة للمراقبة والإنذار للوقاية من الحمى القلاعية وذلك غداة تسجيل بؤر لهذا المرض في ولايات قريبة وكذا عبر محافظات بتونس المجاورة. واستنادا لمصدر مسؤول، فإن ولايات الطارف وسوق أهراس وتبسة والوادي معنية بهذا الجهاز الذي تم إطلاقه في أعقاب تأكيد وجود هذا المرض "الفيروسي والمعدي جدا والذي ينتقل إلى الماشية سواء عن طريق الاتصال المباشر أوعن طريق الريح". من جهته أوضح أحمد لخضر بوطمين مفتش بيطري بالطارف أنه تم تشكيل خلية يقظة تضم المصالح البيطرية التابعة للفروع السبعة المتواجدة بالطارف من أجل متابعة ومراقبة المناطق المصنفة ذات خطر.