انتماؤنا للإخوان فكريا وليس تنظيميا "البناء" هي الوريث الشرعي لفكر الشيخ نحناح خص مصطفى بلمهدي، رئيس حركة البناء الوطني، المعتمدة حديثا، يومية "البلاد" بحوار هاتفي، أكد فيه أن الحركة لها ارتباط "فكري" بتنظيم الإخوان، مشيرا إلى أن البناء "تمثل فكر الراحل محفوظ نحناح"، مؤكدا أن الوحدة بين مدرسة النحناح "قمة المطلب"، وأنه لا بد من الحوار مع السلطة لأنه "من دون السلطة لا يمكن تحقيق شيء، وسنكون في صراع". أولا، شيخ مصطفى بلمهدي، مبارك عليكم حصولكم على الاعتماد الرسمي لحركة البناء الوطني، من طرف مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية. لماذا تأخر اعتماد الحركة؟ التأخر لم يكن من جانبنا، بل لظروف إدارية، تحصلنا أولا على رخصة تنظيم المؤتمر، واتخذنا كل الإجراءات القانونية والإدارية لذلك، غير أن المصالح الإدارية للداخلية كانت تطالبنا ببعض التغييرات، لأن أشخاصا لم يدفعوا ربما مخالفات أو غرامات، فيطلب منا تغييرهم، ومعلوم أن مثل هذه الإجراءات تأخذ وقتا، بالإضافة إلى ظروف الانتخابات الرئاسية ما سبقها وما تلاها، كلها أسباب ساهمت في تأخر حصولنا على الموافقة الرسمية، ولكن نقول الحمد لله على حصولنا على ورقة الاعتماد في الأخير. ما هي الإضافة التي ستحملها حركة البناء الوطني، للساحة السياسية، في ظل كثرة الأحزاب المعتمدة بعد سنة 2012؟ حركت البناء الوطني جاءت لخدمة الشعب الجزائري، والصالح العام، وتدافع عن قضايا الأمة، وتهدف للمحافظة على وحدة البلاد، والوقوف في وجه ما يهدد الإسلام والوحدة الوطنية من خلال مشروع تشكيل جدار وطني نجتمع أمام الأخطار الكبرى التي تهدد الثوابت الوطنية والاستقرار الاجتماعي والانزلاق المحتملة لا قدر الله. أنتم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمون، ما علاقتكم بالتنظيم العالمي؟ علاقتنا بتنظيم الإخوان المسلمين هي علاقة فكرية، مثل ما كانت العلاقة في وقت سابق مع الراحل الشيخ محفوظ نحناح -رحمه الله-، وفكرنا فكرا إخوانيا، مع العلم أن هذا الفكر ليس حكرا على أحد، والشيخ محفوظ كان يمثل هذا الفكر، ونحن في حركة البناء الوطني نمثل فكر ومنهج الشيخ النحناح ولا نحيد عنه إن شاء الله. ما هي علاقتكم بالأحزاب الإسلامية وغيرها، بصفتكم مولود جديد في الساحة السياسية؟ علاقتنا بالأحزاب بصفة عامة والإسلامية بصفة خاصة، هي علاقة تنسيق وتعاون على الخير، لخدمة الشعب الجزائري والصالح العام، للتواصل المشترك والحوار حول الأساليب والكيفيات التي تتيح الوقوف في وجه ما يهدد الوحدة الوطنية والأخطار الكبرى التي تهدد الثوابت والاستقرار الاجتماعي وتدفع نحو الانزلاق. باعتماد حزبكم، عاد الحديث عن موضوع الوحدة بين أبناء مدرسة الشيح نحناح، ما تعليقكم؟ الوحدة قمة الطلب، إذا لم نتفق في أمور نتصالح في أمور أخرى، لا نتعادى فقط، وليمسك كل منا طرف لسانه عن أخيه، ولا نضيع الوقت، ولنعمل لنتحد ونتوحد في أمور أخرى. الوحدة مطلب استراتيجي بالنسبة إلينا ونحن نسعى لذلك، بعد تهدم البناء تكون إعادة بناء ما تهدم من الأساس، وهذا لا يجبرنا على السرعة، لأن العمل السريع في كثير من الأحيان لا يصدق. ما تعليقكم على مبادرة السلطة بتعديل الدستور؟ مبادرة تعديل الدستور تركناها للهيئة السياسية للحركة، لتجتمع وتدرسها، كوننا أثناء المبادرة بالتعديل لم نكن معتمدين بعد. كيف تقرأون تحرك المعارضة، خاصة تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي؟ حضرنا ندوة الانتقال الديمقراطي بفندق مزافران كضيوف، وكل دعوة توجه لنا سنشارك فيها لنقدم آراءنا فيها، وكل مبادرة فيها خير للأمة سنشارك فيها ونبحث عن النقاط التي نتفق عليها خدمة للوطن والأمة والشعب والصالح العام. ماذا تقترح مبادرة "الجدار الوطني" التي طرحتموها مؤخرا في الساحة السياسية وتداولها الإعلام؟ مبادرتنا لا تخرج عن نداء أول نوفمبر، لنحافظ على الأمة، ونبعد عنها الخطر، الجدار الوطني هو السور الذي يحمي الدولة والوطن، ويجب أن تفعّل هذه المبادرة، من خلال شرحها للطبقة السياسية، وتحليلها، وتدعيمها بالأفكار، وسنتصل بالأحزاب لشرح مبادرتنا وتوضيحها. هل السلطة طرف في مبادرة "الجدار الوطني"؟ بالطبع، السلطة طرف، من دون السلطة لا يمكن تحقيق شيء، وإلا سنكون في صراع (جواب بلمهدي حمل نبرة استغراب)، ونتحاور مع السلطة فيما يتعلق بحماية الدولة والوطن وثوابت الأمة.