أشاد التقرير السنوي للخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم، بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب وجزم بأن وضعها الأمني شهد تحسنا ملحوظا، فيما أشار إلى تراجع فعالية تنظيم ما يسمى ب''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' ليخلص إلى تأكيد حرص الجزائر على مواصلة مكافحة الإرهاب واعتمادها الوسائل الضرورية لتجسيد التزامها في هذا المجال سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو حيال المجتمع الدولي، وفعاليتها في مجال التنسيق الأمني مع دول الجوار في مكافحة الإرهاب. وأرجع التقرير الفضل في ذلك إلى الإجماع الشعبي على إدانة الإرهاب، مما يؤكد أنه أضحى فكريا وإيدولوجيا واجتماعيا وحتى سياسيا معزولا في الجزائر، إضافة إلى كفاءة مكافحة الإرهاب، دون أن يفوت التأكيد على أن الارتفاع النسبي لمعدلات البطالة يبقى يشكل مرتعا خصبا للتجنيد الإرهابي، وإن كان التقرير أغفل عوامل أخرى للتجنيد، أهمها الجهل والفراغ. وأضاف التقرير أن الخطر الإرهابي في الجزائر بقي محدودا في المدن الكبرى، وهو ما يؤكد فشل التنظيم الإرهابي في اختراق الطوق الأمني المضروب على المدن الكبيرة وبالأخص العاصمة، التي تبقى الهدف الأمثل للإرهاب وبالأخص المقرات الحكومية كما حدث من قبل. كما أشاد التقرير برمضان السنة الماضية من حيث استتباب الأمن في هذا الشهر الذي يعد كذلك بالنسبة للإرهابيين شهرا مفضلا للعمليات الإرهابية. ومع هذا أكد التقرير أن النشاط الإرهابي لم ينقطع عن بعض الحواضر وبالأخص في ولايتي بومرداس وتيزي وزو. وأشار إلى أن تنظيم ما يسمى ب''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' يعاني ضائقة مالية، مما يفسر لجوءه إلى الاختطافات قصد الحصول على الفدية سواء في منطقة الساحل أو في بعض المناطق شمال الجزائر. كما أشار إلى أن التنظيم الإرهابي كثف نشاطاته الإعلامية قصد كسب رهان المعركة الإعلامية لتغطية تراجعه في الميدان. ويتزامن الإقرار الذي يحمله التقرير الأمريكي مع الانزلاق الفرنسي بخطوته غير المحسوبة العواقب في الساحل رغبة في تحرير الرهينة جيرمانو، وهي العملية التي منيت ب''فشل ذريع''. ولم تتردد بعض وسائل الإعلام في التأكيد على أن القوات الفرنسية خلال عملية جيرمانو كانت ضحية تغليط بمعلومات خاطئة دفعت ثمنه نقدا بأرواح رعاياها، ما كان ليحدث لو تم اعتماد التنسيق مع أركان دول الساحل كما تدعو إليه الجزائر. ودعت الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول الإرهاب في العالم، الجزائر إلى التكيف مع طبيعة التحول المستمر لإستراتيجية تنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والأخذ في الحسبان أن التنظيم ذاته قد تعولم بعدما كان محليا. من جهة أخرى يلاحظ على التقرير الأمريكي طابعه الكلاسيكي المعهود في المواقف، حيث يبقى يجتر ''الكليشيهات المنتقدة''، خاصة فيما يتعلق بالخلط بين المقاومة والإرهاب، رغم دعوة الكثير من البلدان العربية والإسلامية إلى إعادة النظر في التصنيفات الأمريكية المثيرة للجدل خاصة عندما يتم غض الطرف عن إسرائيل المدانة عالميا لإرهابها وإرهاب الموساد، فضلا عن محاباة كوريا التي لم يشملها تصنيف إيران وأكثر من ذلك سوريا والسودان ضمن الدول الراعية للإرهاب.