في سابقة هي الأولى من نوعها بالمدية، اشتكى العشرات من مربي الدواجن إلى السلطات العمومية بشأن ما وصفوه بتجاوزات خطيرة ومضرة بالصحة العمومية، كان السبب وراءها المربون الموسميون والذين لجأووا لتربية الدواجن بمناسبة شهر رمضان من أجل الربح السريع، نظرا للطلب الكثيف على اللحوم البيضاء في هذا الشهر المعظم. ففي شكوى رفعها مربو الدواجن إلى المعنيين أكدوا فيها وجود تجاوزات خطيرة يقوم بها هؤلاء التجار كتعمدهم في الآونة الأخيرة خلط الأغذية المعتمدة في تغذية الدواجن بالدم المسفوح بعد أن يقوموا بتجميعه بكميات كبيرة من المذابح الفوضوية المنتشرة بالولاية عبر الأسواق العمومية والشعبية، المتواجدة بها، بغرض بيعها بأثمان غالية لمروبي الدواجن، والذين بدورهم يقومون بخلطها مع أغذية الأنعام، ليتم بعدها تقديمها إلى الدواجن على أمل الإسراع في نموها وهذا ما يحدث حاليا. وقد أوضحت هذه الشكوى التي تقدم بها مربو الدواجن من ولاية المدية، أن هذه التجاوزات الخطيرة باتت تسرع من عملية نمو الدواجن والديك الرومي لتختزل أزيد من شهر من فترة نموه، كما أن البعض من هؤلاء المربين بات يطعم دواجنه الدم المسفوح مباشرة دون خلطه مع الأعلاف، إضافة إلى استعمال بعضهم للسكر في الأعلاف من أجل الغاية نفسها. كما أن روائح فضلات هذه الدواجن باتت لا تطاق نظرا لاستعمال الدم في الأغذية، ما يعتبر مؤشرا حقيقيا على مدى خطورة ماهو قادم، في حال تم بيع هذه الدواجن، أو ظهور أمراض من جراء تناولها باعتبار أن ما يقوم به هؤلاء التجار لايمت بأي صلة مع الدراسات العلمية أو الأعلاف المخصصة للإسراع في نمو الدواجن. وقد بات محتما أمام الهيئات الوصية، الإسراع في الحد من انتشار هذه الظاهرة ومعاقبة المتسببين.