يواصل نظام المخزن في المغرب تبادل أدوار التطاول على الجزائر، وبعد الخرجات غير المسؤولة لوزير الخارجية المغربي ضد المواقف الجزائرية من النزاع في المنطقة وغلق الحدود المغربية، شغل رئيس الحكومة المغربية وسائل الإعلام بخرجاته التي تطاول فيها على الجزائر لأكثر من مرة في لقاءات لوسائل إعلام غربية، وبعد هذا الدور الرسمي، رمى المخزن بكرة التطاول على الجزائر في مرمى أحزابه التي تسير في فلك الأطروحات المغربية المعادية لبلادنا، فقد أعلن حزب الاستقلال برئاسة زعيمه المهووس بكل ماهو جزائري حميد شباط أنهم قرروا وقفة احتجاجية يوم السبت في المركز الحدودي العقيد لطفي، وبمنطقة لجراف بين مرسى بن مهيدي ومدينة السعيدية الساحلية للمطالبة بإعادة فتح الحدود وتفعيل الوحدة المغاربية، وإذا كان ظاهر هذه التحركات المغربية هو الوحدة المغاربية في إطار المغرب العربي الكبير، فإن الحقيقة غير ذلك تماما، حيث إن حميد شباط وهو أكثر قادة الأحزاب ولاء للعرش ولزراعة المخدرات في الريف المغربي لمس الضرر الكبير الذي ألحقته الإجراءات الأمنية الخاصة بمكافحة تهريب المخدرات بقطاع واسع من المغاربة الذين يعتبرون المخدرات المصدر الحقيقي والوحيد لمعيشتهم، في بلد يدق الفقر أبوابه من كل الجهات والجبهات. ومعلوم أن الجزائر صعدت من إجراءات مكافحة تهريب المخدرات رغم الإيحاءات المغربية التي تؤكد أن تسويق تلك الأطنان لا يستهدف توزيعها في الجزائر بل في باقي دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط والخليج العربي، رغم ذلك فإن أي اعتبارات لا يمكن لها أن تحول دون مواصلة محاربة تهريب وتجارة المخدرات على مستوى الحدود المشتركة مع المملكة المغربية، التي أحرجتها عمليات الحجز المتواصل للمخدرات والتي أنهكت عصاباته ذات النفوذ التي قامت بعدة عمليات تصفية داخل هياكلها لعناصر ناشطة نظرا إلى الخلافات التي نشبت بينها بسبب الخسائر الكبرى الناتجة عن المحجوزات الخرافية التي تعرفها على مستوى الحدود الغربية والجنوب الغربي للجزائر . هذه التطورات تدفع بأحزاب معروفة بتأييدها لزراعة المخدرات تفكر في التحرك على الجبهة السياسية في محاولة للضغط على القرارات التي اتخذتها الجزائر، سواء من حيث قرار غلق الحدود البرية أو من جانب مكافحة تجارة وتهريب المخدرات وتفكيك عشرات العصابات والشبكات الكبرى في الجزائر وبالتالي تجريد العصابات المغربية من ذراعهم في الجزائر. ومن المرتقب أن يقوم حزب الاستقلال المغربي وكتلته في البرلمان المغربي بوقفة احتجاجية تحت غطاء الاحتفال بالذكرى 80 لتأسيسه.