حذر أستاذ الشريعة والإمام بمسجد الفضل الورتلاني بعين البنيان، محمد بن زعمية، من ظاهرة تسمين الكباش بالمواد الخارجة عن المألوف التي تهدد صحة متناولي لحوم الأضاحي، مؤكدا أن بيع أضاح مسمنة دون إعلام المشتري بذلك لا يجوز شرعا، حيث يعتبر رضا المشتري عن سلامة الأضحية المباعة شرطا من شروط صحة البيع. وحسب بن زعمية، فإنه يجوز تسمين الكباش بالطرق التقليدية التي تلقى قبولا عند المواطنين ومن ذلك الفيتامينات التي يقتنيها الموالون من البياطرة المعتمدين، وأضاف المتحدث فيما يخص بعض الطرق الأخرى الشائعة التي قد تحدث أضرارا جانبية على المستهلكين للحوم الأضاحي المسمنة ومن بينها استعمال غذاء الدجاج المركز "النخالة" أنه ينبغي تجنبها لما قد تسببه من ضرر من باب اتقاء الشبهات، أما فيما يتعلق بخلط كلأ المواشي مع الأدوية والمنشطات الهرمونية لنمو التي أثبت الأطباء أنها تسبب أضرارا على المستهلك فإنه حرام ولا يجوز شرعا ويدخل في باب الغش إن بيعت الأضحية بما تحمله من سموم دون إعلام المشتري. وطالب أستاذ الشريعة بكلية الحقوق التجار والموالين الذين يعكفون على تسمين الأضاحي في الأيام الأخيرة قبل أيام العيد بإبلاغ المستهلكين بذلك لتجنب اللبس والوقوع في غش المستهلكين. وتعقيبا على سؤال ل«البلاد"، دعا محمد بن زعمية خلال استضافته أمس في منتدى "الخبر" مصالح وزارة الصحة، بإصدار نشريات توضح مخاطر المواد التي يستعملها الموالون عادة في تسمين الأغنام، مؤكدا أن بعض هذه المواد قد تكون لها آثار بعدية على المدى الطويل وتسبب أمراضا لا يعرف سببها أثناء التشخيص في تلك الفترة، وبالتالي فإن تبيان الآثار السلبية لاستخدام مواد التسمين يساعد على تحديد الفتوى المتعلقة بهذا الجانب، مؤكدا على ضرورة تنظيم حملات تحسيسية لتقوية الوازع الديني لدى التجار للقضاء نهائيا على هذه الظواهر. من جهتها، اعترفت المفتشة البيطرية الرئيسية على مستوى وزارة الفلاحة سميرة دوايسية، بوجود حالات تسمين للأغنام تسبب أضرارا وخيمة على صحة مستهلكيها، مؤكدة أن المصالح البيطرية وقفت على حالات استعمال مواد كميائية وحقن والأدوية المخصصة للاستعمال البشري، كما أن بعض التجار الموسميين بلغ بهم الجشع إلى حد استعمال حبوب منع الحمل لزيادة وزن الأضاحي. وحسب المتحدثة، فإنه لا يمكن الكشف عن أغلب هذه الحالات كونها تتم داخل مستودعات ونقاط البيع غير الشرعية، كما أنه لا يمكن بحال من الأحوال تحديد صحة لحم الأضحية قبل ذبحها، واستغلت سميرة دوايسية الفرصة لإعلام المواطنين بضرورة الإبلاغ عن الأضاحي التي تحتوي على الكيس المائي من خلال الاتصال بالمصالح البيطرية التي ستنشط عبر كل بلديات الوطن وأحيائها في دوريات خاصة.