غيب الموت رائد الأغنية السطايفية سمير بلخير، الشهير ب"سمير سطايفي"، عن عمر ناهز ال 66 عاما وذلك بعد صراع مرير مع مرض عضال كان ألزمه الفراش بمصلحة الطب الداخلي بمستشفى سعادنة عبد النور بولاية سطيف وضع حدا لحياته ولمسيرة فنية طويلة حافلة بالانجازات. وقد شيعت جنازة الفقيد أمس بمسقط رأسه وسط حضور مكثف لزملائه في الفن وأحبابه وعشاق "الكحلة والبيضة" التي غنى لها الراحل كثيرا. كما خيم الحزن والأسى على ربوع عاصمة الهضاب العليا التي بكت لرحيل سفير أغنيتها داخل وخارج الوطن، فكان خير دليل لمن جاؤوا بعده بل وتحول إلى مرجع ومدرسة تتلمذ على يده العشرات من الفنانين الذين حملوا هم إيصال الأغنية السطايفية إلى مراتب مشرفة، وهو ما لم يتحقق حسب الراحل سمير سطايفي الذي كان يقول دائما إنه يجب أن تصل الأغنية السطايفية إلى العالمية مثل الأغنية الرايوية، ولعلها ستبقى وصية تحمل محمل الجد من طرف الجيل الحالي من الفنانين. وبالعودة إلى الوراء قليلا فقد عانى بلبل الأغنية السطايفية كثيرا وفي صمت بين جدران مصلحة أمراض الطب الداخلي بمستشفى سطيف، حيث رقد طويلا ولم يزره أي مسؤول، خصوصا القائمين على قطاع الثقافة، إلا بعد بلبلة إعلامية فضحت القضية، فزاره بعدها والي الولاية وبعض الأسماء المتواضعة، ليرحل هكذا نجم من النجوم في صمت، وحاله كحال العشرات من الفنانين الذين وهبوا أصواتهم للغناء والفن الأصيل. وبرحيل هذا النجم استحضر عشاق "نادي وفاق سطيف" جوانب من حياة الراحل مع هذا الفريق الذي أحبه حبا جما وجاد بصوته العذب وأطرب جمهوره العريض سنة 1988 بأغنية "أديناها ديناها ولاكوب دافريك جبناها" والتي اعتلت مكبرات الصوت في الساحات العمومية صبيحة أمس بسطيف، خصوصا أن الظرف يتزامن مع إنجاز آخر يقترب "الوفاق" من تحقيقه مع أكبر منافسة إفريقية، وهي كأس رابطة الأبطال الإفريقية التي سيحرم فيها جمهور "الوفاق" من صوت الراحل الذي صمت للأبد.