أسفر تجدد القصف على مدينتي ككلة والقلعة في الجبل الغربي غربي ليبيا عن سقوط ثلاثة قتلى، ليرتفع عدد ضحايا المواجهات إلى 35 قتيلا وأكثر من ستين جريحا، وسط موجة نزوح للأهالي هروبا من المعارك. وكانت الاشتباكات بدأت إثر هجوم منذ يومين بالمدفعية والقذائف الصاروخية، من قبل ما يسمى جيش القبائل الليبية، الفارّ من منطقة ورشفانة، وكتيبتي الصواعق والقعقاع، على مدينة ككلة كبرى مدن الجبل الغربي. وأوضحت تقارير أن مدينة ككلة -التي تبعد نحو 150 كلم إلى الجنوب الغربي من العاصمة طرابلس- تؤيد قوات فجر ليبيا المنافسة لهذه الكتائب، كما أنها من أولى المدن التي انتفضت ضد نظام القذافي في 2011. ويسود توتر غير مسبوق مدن الجبل الغربي بعد هذا الهجوم الذي شنته قوات القعقاع والصواعق المتمركزة في مناطق مدينة الزنتان، ولا تزال هذه الكتائب تسيطر على أغلب الطرق المؤدية إلى المدينة. وفي الأثناء، أكد الجيش الوطني الليبي تحقيق تقدم كبير في مدن الجبل الغربي شمال غربي البلاد بعد يومين من المعارك الشرسة مع المتطرفين. ودفعت الاشتباكات العنيفة بين ميليشيات "فجر ليبيا" المتطرفة ووحدات تابعة للجيش الوطني، في مناطق الجبل الغربي، مئات الأطفال والنساء إلى النزوح إلى مدينة غريان. وفي بنغازي، استقبل مستشفى المرج عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات متطرفة والجيش الوطني على حد سواء، جراء الاشتباكات التي وقعت أمس، بمنطقة بنينا في مدينة بنغازي. وجراء احتدام المعارك، شهدت مدينتا ككلة والقلعة في الجبل الغربي موجة نزوح كبيرة للأهالي، خوفا من القصف العشوائي والعمليات الانتقامية. وتستمر المناوشات بين قوات فجر ليبيا من جهة، وجيش القبائل وكتيبتي الصواعق والقعقاع من جهة أخرى، في منطقة الكسرات بمنطقة العزيزية "جنوب غرب طرابلس"، والمسيطر عليها من قبل قوات فجر ليبيا. وكانت القوات الموالية لحفتر أعلنت مقتل سبعة من عناصرها وإصابة عشرة آخرين في معارك عنيفة مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي وقعت مساء السبت في محيط قاعدة بنينا الجوية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. ومنذ جويلية الماضي، تدور معارك يومية بين القوات الموالية لحفتر ومسلحي مجلس شورى ثوار بنغازي الذين باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من بنغازي. وتزامن احتدام العنف خلال الأيام الماضية مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت إلى طرابلس، والتي دعا خلالها جميع الأطراف إلى إنهاء الاقتتال في ليبيا، وحث الفرقاء على الحوار لإنهاء الانقسام الحالي وبناء مؤسسات الدولة.