في تلميح غير مباشر، أشار ضيف المنتدى إلى بعض الشركات الفرنسية والأمريكية بأصابع الاتهام، وبدا من سياق حديثه أنها وراء حملات التشكيك في قدرات ونزاهة الشركات الصينية، حيث أرجع ضيف فوروم ''البلاد''، سلسلة الانتقادات التي طالت مشروع الطريق السيار - شرق غرب-، إلى ''الحرب التي شنتها الشركات التي لم ترسو عليها مناقصات إنجازه سابقا''، متحديا من أسماهم ''أشخاصا يختلقون المشاكل وتعودوا على رؤية الأمور بمنظار أسود''، أن يقدموا دليلا يفضح وجود عيب في الجودة التي اعتمدها مجمع ''سيتيك'' لإنجاز المقاطع المفتوحة للحركة المرورية· واعتبرالسفير، أنه''من المستحيل وصف أي شيء في الوجود بالكامل''، مضيفا ''لقد روجت بعض الأطراف الإعلامية الغربية عند انطلاق المشروع إلى أنه لن يرى النور أبدا، في محاولة منها لكسر قوة المجمع الصيني، ولكن الحقيقة اليوم أطاحت بإشاعاتهم المغرضة وفندتها، بدليل أن وتيرة أشغال الشطر الغربي الممتد من ولاية الشلف إلى الحدود المغربية قد عرفت تقدما معتبرا، حيث تم تسليم الجزء الأكبر منه لحركة المرور قبل الآجال المحددة''· وذكر السفير الصيني أن ''الشركات التي أثارت موجة الجدل، لم تستفق بعد من وقع الصدمة التي تمخضت أولى ارتداداتها عند إعلان اللجنة المكلفة بدراسة العروض المقدمة لإنجاز مشروع القرن أن المجمع الصيني ''سيتيك''، فاز بالمناقصة الدولية رفقة المجمع الياباني ''كوجال'' في إطار تنافسي قانوني· وكشف المتحدث أن ''الأشخاص الذين يحركون حملة تشويه الشراكة الجزائرية الصينية لا يزالون يحملون حنينا لذهنية بسط النفوذ والنزعة الاستعمارية''، مشيرا إلى أن التعامل الصيني مع الشركاء لا يتم في إطار سياسي وإنما يبنى على الثقة المتبادلة والتي تكون بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية·وأشار السفير إلى أن ''الحكومة الصينية تلزم جميع المؤسسات بالتزام الشفافية في كافة تعاملاتها، حيث يتم نشر جميع البيانات والمعطيات الخاصة بها وفق شروط الانتساب للبورصة''، مؤكدا في هذا السياق ''أن مجمع ''سيتيك''، عكس ما تروج له بعض الجهات، قد أنجز المشاريع الموكلة له بمراعاة معايير الشفافية المتفق عليها''· فريال .م شركاتنا ليست راشية ولا نمارس جوسسة اقتصادية في الجزائر نفى السفير الصيني بالجزائر قيام شركات صينية ناشطة بالجزائر بممارسة جوسسة اقتصادية للحصول على صفقات، مشيرا إلى أن ما تقوم به من عمليات اتصال ودراسة للسوق ودفع أموال لبعض مكاتب الدراسات أمر مقنن·وأشار السفير إلى قيام مؤسسات بلاده بدفع أتعاب مالية لمكاتب دراسات وخبراء ومسهلين لدخول السوق الجزائرية والحصول على معطيات عن هذه السوق، موضحا أن السلوك مقنن في بلاده وأن القانون الصيني يرخص للشركات دفع أموال لهذا الغرض، لكن يمنع على الموظفين الحصول على هبات أو رشاوى·وأشار إلى أن الصين مرت بمثل هذا الوضع عند بداية الانفتاح الاقتصادي·وأضاف قائلا إن شركاتنا توقع عقودا في إطار شفاف وبشكل واضح ووفق المقاييس الدولية، ونفى السفير- في صيغة العموم- قيام الشركات الصينية بجوسسة صناعية معترفا بانتشار ظاهرة تقليد العلامات التجارية في بلاده لكن الحكومة تعمل على التصدي لها·ويأتي تكذيب السفير الصيني وجود جوسسة اقتصادية في الجزائر وسط تقارير عن تمكن بعض الشركات الصينية من اختراق كثير من الوزارات للحصول على معلومات حول مناقصات جديدة قبل طرحها من خلال إنشاء شبكة معلومات في قطاعات حساسة، والحصول على سبق أمام بقية المنافسين· كما أشارت تقارير أخرى إلى تعرض الشركات الصينية لابتزاز من قبل بعض المتنفذين في القرار الاقتصادي لمنحهم رشاوى وهبات مقابل حصولهم على معاملة تفضيلية في عقود الانجاز أو السكوت عن بعض التجاوزات· علي·م لدينا تعاون عسكري ونووي وثيق تحفظ ضيف منتدى ''البلاد'' في الإفصاح عن تفاصيل التعاون العسكري بين البلدين واكتفى بالقول إن بكين ستواصل تعزيز تعاونها العسكري مع الجزائر والذي يمتد إلى ماقبل استقلال الجزائر، وحدد مجال التعاون في تبادل الزيارات والتكوين لكنه لم يتطرق بتاتا إلى مبيعات السلاح الصينية إلى بلادنا·وتعد الصين من أهم مزودي الجزائر بالذخائر الحربية وقطع الغيار وأنواع من الصواريخ·وكانت من الدول القليلة التي احتفظت بعلاقات عسكرية مع بلادنا في التسعينيات حينما فرضت دول غربية حصارا على مبيعات السلاح والذخائر لبلادنا·وبخصوص التعاون النووي، قال السفير الصيني إن بلاده تعطي أهمية كبيرة للتعاون مع الجزائر في هذا المجال مشيرا إلى مشاركة الصين في بناء مفاعل عين وسارة تتويجا لاتفاق وقع سنة .1983وأشار إلى أن الاتفاق وضع قواعد للتعاون النووي للاستخدام السلمي للطاقة الذرية، مشيرا إلى أنه تم تحيينه العام الماضي من خلال بروتوكول اتفاق جديد· علي·ملا علم لي بقضية متابعة قبطان صيني رمى ''حرافة'' جزائريين في عرض البحرنفى السفير الصيني بالجزائر علمه بقَضية رفض السلطات الصينية تسليم قبطان سفينة صيني متهم برمي ثلاثة حرافة جزائريين تسللوا إلى سفينة كانت راسية بميناء وهران في عرض البحر، ما أدى إلى وفاة أحدهم وفقدان آخر ونجاة ثالثهم بأعجوبة·وترفض السلطات الصينية الرد على الطلب الجزائري بتسليم القبطان المدعو زهو سيونغ تشو، المتابع وفق موقع الشرطة الدولية بتهمة محاولة القتل· ونظر القضاء الجزائري ماي الماضي في القضية في غياب المتهم الرئيسي أمام رفض السلطات الصينية التعاون مع الشرطة الدولية لتسليمه ومحاكمته في القضية التي تعود وقائعها إلى عام .2002 علي·م قيمة التبادلات الجزائرية الصينية بلغت 5 مليار دولار سنة 2009 أوضح ضيف منتدى ''البلاد'' أن مستوى العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي والتجاري بالمقام الأول بين الجزائر والصين عرف مؤخرا قفزة مهمة، إذ بلغ خلال السنة المنصرمة 5 مليار دولار مسجلا ارتفاعا نسبته 15 بالمائة بالمقارنة مع السنة التي سبقتها، في حين لم تكن تتجاوز سنة 2001 حاجز 290 مليون دولار، وأضاف المتحدث بالموازاة مع ذلك أن حجم الاستثمارات الصينية في الجزائر بلغت خلال السنة الماضية ما قيمته مليار دولار· وعلى هذا الأساس، قال ضيف ''البلاد'' إن الجزائر تعتبر من أبرز شركاء الصين على اعتبار أنها تحتل المرتبة السابعة بين دول القارة الإفريقية، مشددا في الوقت ذاته على أن العلاقات الثنائية التي تربط الطرفين تستند بالأساس على التفاهم بين الجانبين على مستوى الإرادة السياسية · وفي هذا الإطار، دعا السفير الصيني رجال الأعمال في البلدين إلى القيام بالدور المنوط بهم في هذا المجال، لاسيما في ظل التوجه الذي تتبناه السلطات العمومية الجزائرية من خلال الإعلان عن جملة من الورشات الكبرى في إطار المخطط الخماسي الذي خصص له غلاف مالي قدره 282 مليار دولار، لتجسيد العديد من المشاريع قال السفير إنها ظلت حلما بالنسبة لأجيال متتالية، كما هو الشأن بالنسبة للطريق السيّار شرق غرب، مشاريع النقل عبر السكك الحديدية والميترو وكذا المشاريع السكنية الضخمة·وأشار ليو يوخه بالموازاة مع ذلك إلى أن التعاون الجزائري الصيني في المجال الفلاحي متميز، حيث ما فتئ التواجد الصيني في هذا القطاع يتوسع منذ بضعة سنوات، مؤكدا على مكانة الجزائر بين الدول الإفريقية التي أرسلت الصين الشعبية على مستواها سنة 2006 مئات المختصين، بينما كانت وراء تجسيد كما أضاف العشرات من المراكز كنماذج في المجال الفلاحي، بالإضافة إلى توقيع الجزائر والصين في هذا الشأن على اتفاقية لتكوين التقنيين الجزائريين في القطاع· سعيد· ب ''أحداث باب الزوار'' معزولة·· قد تحدث حتى في الصين شدد السفير الصيني في الجزائر ليو يوخيه على التأكيد أن الحوادث التي شهدتها بلدية باب الزوار بين تجار صينيين بهذه البلدية وبعض السكان، والمشادات التي انجرت عن ذلك، بأنها ليست أكثر من وقائع معزولة تحدث حتى في الصين وبين صينيين، كما تحدث في الجزائر وبين جزائريين· ورفض السفير الصيني البقاء في حدود هذا التوصيف الذي قدمه لما حدث وشدد مجددا على التأكيد أن ما حدث يعتبر عارضا، وأن المجتمع الجزائري خالي من أمراض معاداة الآخر وبغض الأجنبي، ولن تؤثر في العلاقات بين الطرفين· فيما أقر السفير أن ثمة جهات حاولت أن تستثمر في الحادث وبالأخص وسائل الإعلام الغربية لأغراض معروفة، يقول السفير ليو يوخيه·وأوضح السفير أن التواجد الصيني في الجزائر يحاول أن يكون سلسا من خلال التوجيهات التي تقدمها السفارة لرعاياها، وحثهم على احترام تقاليد الشعب الجزائري وعاداته ومحاولة الاندماج والتكيف مع المحيط الجديد الذين يعيشون فيه· وأضاف في ذات السياق أن السفارة تستقبل كل سنة أعدادا من الجزائريين الذين يريدون عقد قرانهم على الصينيات المسلمات كما تستقبل صينيين مسلمين يريدون عقد قرانهم مع جزائريات · وأوضح السفير أن عددا من الصينيات يفضلن الزواج في الجزائر لاكتشاف التقاليد الجزائرية· م س