التقى أمس علي بن فليس، المترشح السابق للرئاسيات بمقر مداومته خلال ساعتين من الزمن، مع وفد يمثل جبهة القوى الاشتراكية، بقيادة السكرتير الأول محمد نبو وعضو الهيئة الرئاسية للافافاس محمد شريفي، من أجل تحديد معالم ندوة الإجماع الوطني والسياسي. بن فليس الذي كان أول شخصية وطنية وثالث جهة يطرق قادة أقدم حزب محسوب على المعارضة أبوابه من أجل عرض تصورهم الرامي إلى جمع المعارضة مع السلطة حول طاولة واحدة، يكون الحوار قناة تواصل بغرض تحقيق "إعادة بناء الإجماع الوطني"، رحب بمبادرة جبهة القوى الاشتراكية، غير أنه ألح في تصريح للبلاد على هامش لقائه بالسكرتير الأول محمد نبو وعضو الهيئة الرئاسية للافافاس محمد شريفي على ضرورة إعادة الشرعية لمؤسسات وهيئات الدولة وذلك بإشراك الشعب بما يسمح بتجسيد تحول ديمقراطي تقوده السلطة والقوى السياسية الشرعية. كما لم يحسم المترشح لرئاسيات 2004 و2014 في قرار مشاركته من عدمها في ندوة الإجماع الوطني في الظرف الراهن، كون الأمر سابق لأوانه معطيا انطباعا بأن جولة المشاورات القادمة مع قادة حزب الدا حسين ستحدد الموقف. وعن مدى نجاعة مثل هكذا ندوات في إحقاق إجماع أو توافق على الأقل في الرؤى بين المعارضة والسلطة، لا سيما وأنه خاض تجربة المشاركة في ندوة مزافرون لتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي التي تميزت بمشاركة شخصيات وطنية من الوزن الثقيل محسوبة على المعارضة، ذكر بن فليس بتمسكه بالإجماع الوطني لحل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وبتمتع السلطة والمعارضة على حد سواء بالطابع التمثيلي الذي يتوج بجعل الشعب هو السيد كونه السبيل الوحيد للوصول إلى حل فعلي لأزمة النظام وكذا توكيل القوى السياسية الشرعية بقيادة التحول الديمقراطي بصفة صريحة لا تقبل الطعن. فيما أكد السكرتير الأول للافافاس محمد نبو عن عدم إقصاء تشكيلته السياسية لأي حزب أو شخصية أو جهة في المشاورات الثنائية التمهيدية التي ستحدد شكل ندوة الإجماع الوطني والسياسي التي ستجمع المعارضة مع السلطة، وتكون فيها تشكيلة الدا حسين وسيطا يفك ألغاما تهدد استقلال الجزائر وسلامتها الترابية في ظل التطورات التي تشهدها دول المنطقة.