على الرغم من مرور عدة أسابيع على إعلان وزارة التجارة إبرامها صفقة استيراد اللحوم من الهند بهدف تغطية النقص المعروف في هذه المادة خلال شهر رمضان، إلا أن الآراء في الشارع الجزائري بخصوص استهلاك هذه اللحوم ما زالت متضاربة. وأجمع أصحاب محلات بيع اللحوم خلال الاستطلاع الذي أجرته ''البلاد'' بشوارع العاصمة، أن زبائنهم يلحون في السؤال عن مصدر اللحوم المجمدة عند اقتنائها، حرصا منهم على أنها ليست مستوردة من الهند نظرا للضجة التي ثارت حولها. وقال معظم الباعة الذين التقيناهم، إن عقدة اللحوم الهندية لدى الجزائريين لم تحل بعد، مؤكدين أن أغلبية المستهلكين يلجأون خلال هذا الشهر الفضيل إلى اقتناء اللحوم الطازجة، رغم ارتفاع ثمنها إذا ما قورنت بالمجمدة منها، تجنبا لأي مغالطة قد يتعرضون لها. والملفت للانتباه خلال هذا الاستطلاع خلو المحلات من اللحوم الهندية، حيث أكد لنا أحد الجزارين أن تجنب بعض محلات الخواص تسويق اللحوم الهندية، يعود بالأساس إلى قانون العرض والطلب، مضيفا أن تفاعل الناس مع هذه اللحوم، وكذا انتشار الشائعات حولها زاد من نفور الجزائريين منها، الأمر الذي جعل الكثير من الجزارين يتفادون تسويقها خوفا من كسادها. وفي سياق متصل قال أحد الزبائن أن لون اللحم الهندي الذي يميل إلى السواد، جعل الكثير من المستهلكين يتحاشون اقتناءها، مضيفا أن شائعات تتداول وسط المستهلكين ترجع سبب هذا اللون إلى أن طريقة ذبح الجواميس الهندية لم تتم بالطريقة الشرعية، ما أدى إلى عدم خروج جميع الدماء من جسد الذبيحة، الأمر الذي جعل لون اللحم يميل إلى الأسود! من جانب آخر، قامت شركة تحويل وتغليف وتعليب اللحوم ''سوتراكوف'' بتسطير برنامج لتوزيع أمثل للحوم المستوردة من الهند وإيصالها إلى جميع المستهلكين، حيث خصصت 80 نقطة بيع على المستوى الوطني، فيما تبقى الكثير من علامات الاستفهام تطرح حول مصير كميات اللحوم المستوردة في ظل العزوف الكبير الذي يبديه المستهلك الجزائري تجاهها.