دعا حزب جبهة التحرير الوطني الأحزاب إلى التخلي عن الخلافات والمشاركة في وضع أرضية جديدة للدولة المدنية، مشددا على أن الجزائر اليوم بحاجة إلى تبني إجماع سياسي وطني لمواجهة حالة الانسداد والهوة الموجودة بين السلطة والمعارضة في ظل وضع إقليمي ودولي يتميز بعدم الاستقرار وتنامي التهديدات المتعددة الأشكال. ويرى الأفلان أن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد تجعل مطلب الوصول إلى إجماع سياسي وطني ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، حيث دعا الحزب عبر موقعه على شبكة التواصل الإجتماعي مجددا الأحزاب بمختلف مكوناتها ودون إقصاء أو تمييز إلى الحوار والمشاركة في وضع أرضية جديدة للدولة المدنية، وكذا لمّ صفوف الأحزاب السياسية والجمعيات والمجتمع المدني حول التحاور، ووضع الخلافات جانبا والعمل على بناء إجماع وطني، خاصة أن الوضع الإقليمي والدولي يتميز بعدم الاستقرار وتنامي التهديدات المتعددة الأشكال، والتي أجبرت الجزائر على الدخول في حرب استنزاف للطاقات والموارد والجهود على امتداد حدودها إلى أجل غير مسمى. وجاء موقف الأفلان هذا بعد أيام من تأكيد الأمين العام للحزب عمار سعداني خلال لقائه مع قيادات حزب الأفافاس على أن المرحلة الحالية تتطلب توحد كل التشكيلات السياسية للوقوف في وجه التهديدات حفاظا على استقرار البلاد، وكذا طرح الأفكار التي تحملها المعارضة في إطار شرعي، داعيا إياها إلى طاولة الحوار والعمل على بناء إجماع وطني، لاسيما بعد تأكيده على أن حزبه لا يريد أن ينفرد بالحكم في حكومة الأغلبية التي قال إنها لا بد أن تكون مشكلة من مختلف الأحزاب حتى المعارضة لتقييم ادائها بشكل أكبر، وينتظر أن يلتقي عمار سعداني حزب الأفافاس في الفاتح من نوفمبر القادم حيث سيتم تحديد موقف الحزب بشأن المشاركة في أول ندوة سياسية لأقدم حزب معارض والذي دخل خط المبادرات السياسية التي أنعشت الساحة السياسية في الآونة الأخيرة، رغم الانتقادات الموجهة لحزب الدا حسين من قبل المعارضة. وفي السياق ذاته فقد أكد الحزب أن الديناميكية الجديدة التي فعلها الأمين العام الحالي عمار سعداني في هذا الوقت بالذات ناتجة عن الانسداد في الآفاق وزيادة الهوة بين السلطة والمعارضة، وتجاهل المعارضة الطرف الآخر "السلطة" بالرغم من حاجة كلا الطرفين لبعضهما البعض. وأوضح المقال الذي صدر في خضم التوترات التي يشهدها حزب جبهة التحرير الوطني أن الخطاب الجديد الذي ينادي به عمار سعداني ليس وليد الظرف الراهن ولا هو وليد الصدفة أو نتيجة إملاءات من أي كان، بل هو نتيجة وعي صادق بمستوى التحديات والرهانات التي تواجهها الجزائر على كافة المستويات وقناعة راسخة لدى قيادة الحزب بمستوى "الخطر الداهم".