أكد عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، أن هناك تقاربا كبيرا بين حزبه وبين أقوى وأقدم حزب في المعارضة وهو الأفافاس، الذي أكد أن التشكيلات السياسية تحتاج إلى تنسيق وجهات نظرها من أجل الخروج من الأزمة الداخلية، وأكد أن لقاءه الأول مع الأفالان انطلق من ورقة بيضاء على أن تحدد معالم ندوة الإجماع الوطني بعد المشاورات الجارية، محذرا من أن الجزائر مقبلة على تدخلات خارجية، ورد بقوة على الأصوات الداعية للفراغ في السلطة بالتأكيد على أن الرئيس شرعي، وشرعيته لا غبار عليها. وكشف سعداني في اول لقاء تاريخي بين المعارضة والموالاة في مقر الحزب العتيد بحيدرة، أن المرحلة الحالية تقتضي مشاركة كل الأطياف السياسية وقال "لقاؤنا هذا يندرج في سنة التشاور والتنسيق بين الأحزاب السياسية. كما اعتبره فرصة للوقوف على مستجدات الساحة السياسية في البلاد من منطلق الوعي بالمرحلة التي تميز الوضع في الجزائر بصفة عامة والتي تستوجب التشاور تماشيا مع الديناميكية التي تعرفها الساحة وما ميزها من تسارع في الأحداث في المحيط الإقليمي والوضع العام، والتي جعلت التقارب بين مختلف الأطياف السياسية حتمية لا بد منها من أجل تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة مختلف التحديات. وحاول الرجل الأول في الحزب العتيد التأكيد على أن حزبه كان السباق لإطلاق باب الحوار والنقاش مع مختلف التشكيلات السياسية حتى المعارضة، بدليل أنه تقدم برسالة لزعيم الأفافاس حسين آيت أحمد يطالبه فيها بفتح باب النقاش حول ما يدور في الساحة.. وأوضح محمد شريفي، عضو الهيئة الرئاسية للأفافاس، أن الهدف من إقامة هذه المبادرة، هو الوصول إلى إجماع وطني، يجنب البلاد التعرض للمخاطر الخارجية الإقليمية والدولية التي تهدد استقرارها، وتواجه التحديات الداخلية، وإبعاد الوحدة الوطنية من أي تهديد محتمل، لافتا إلى أن الحزب درس كل التجارب بالدول التي نجحت في تنظيم ندوات من هذا القبيل، من أجل الاستفادة من تلك التجارب وتوظيفها في الندوة التي يعتزم إقامتها، والتي تعتبر امتدادا للحلم الذي لطالما راود المؤسس التاريخي للحزب، الزعيم حسين آيت أحمد منذ البدايات الأولى للاستقلال. وأكد أن الأفافاس انطلق في عمله من صفحة بيضاء ستحدد معالمها جولات النقاش والحوار مع مختلف الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني، وستتواصل لقاءات الحزب مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، على أن يجتمع اليوم مع المرشح السابق للانتخابات الرئاسية في 2004 و2014، علي بن فليس، ثم الخميس، بلقاءين يجمع الأول في الصبيحة قيادة الأفافاس برئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، وفي المساء، رئيس حكومة الإصلاحات مولود حمروش، في انتظار ضبط مواعيد أخرى مع بقية الشركاء السياسيين والاجتماعيين.