حث المبعوث الأممي للسلام في الصحراء الغربية، كريستوفر روس، المغرب على مناقشة مقترح جبهة البوليساريوحول الاستفتاء، مثلما قبلت به الحكومة الصحراوية في شهر فيفري الماضي مناقشة مقترح الرباط للحكم الذاتي، وطالب الرباط كذلك بأن تحسن من احترامها حقوق الإنسان بهذه المستعمرة الإسبانية القديمة·ودعا السفير الأمريكي السابق بالجزائر الدول العظمى لمساعدته على تحقيق تقدم في المفاوضات المهددة بالفشل واعترف في مراسلة سرية لحكومة بلاده، نشرت صحيفة ''الباييس'' الإسبانية مقاطع منها· وفي الوثيقة طرح روس تقييما للمرحلة الماضية منذ تعيينه في شهر يناير .2009 '' كان ذلك بمثابة صرخة استغاثة موجهة للولايات المتحدةالأمريكية، فرنسا واسبانيا''، كما يقول أحد مساعدي بان كيمون ·وقال روس ''إن الأمين العام وأنا لم نتمكن من إقناع كل طرف بالتخلي عن تمسكه التام برفض مقترح الطرف الآخر، نحتاج لدعم واضح من طرف مجلس الأمن ومن مجموعة الأصدقاء''·وأضاف ''بالرغم من أن للطرفين إرادة سياسية في الجلوس وجها لوجه، إلا أنهما وحتى الآن لا يملكان الإرادة السياسية لإجراء مفاوضات حقيقية حول مستقبل الصحراء الغربية ولا لإعطاء عناية وأولوية لإجراءات تعزيز الثقة''·وحمّل روس في رسالته المخزن المسؤولية المباشرة في تعطل جهوده، موضحا في رسالته ''في آخر الاجتماعات غير الرسمية، بويتشستر كاونتي، قامت جبهة البوليساريو بمجهود متواضع لما يمكن تسميته بمفاوضات حقيقية بدراستها بعض الجوانب من مقترح المغرب الأخير للحكم الذاتي''، يقول روس، مضيفا ''المغرب رفض، من جهته، مناقشة مقترح البوليساريو، وكنتيجة لذلك رفضت البوليساريوالاستمرار'' ·ولمح المبعوث الأممي إلى احتمال رمي المنشفة في ظل عدم تحقيق تقدم، مشيرا إلي أنه إذا كان الطرفان غير مستعدين للقيام بذلك، بالدخول في نقاش حقيقي، ''فليس هناك داع'' للقيام بجولات تفاوض جديدة، يقول روس· ''بل بالعكس، فإن لقاءات متكررة دون إحراز تقدم ملموس قد يضع مصداقية الأممالمتحدة، ومجلس الأمن والمبعوث الشخصي، محل شك· مدار من الانعكاسات السلبية لهذا الوضع، ''إن وضعية الجمود غير مقبولة على المستوى البعيد''، يؤكد روس، محذرا من مخاطر هذه الوضعية· ''إن خطر تحول الشباب الصحراوي للتطرف أو لأنشطة إجرامية يتزايد''، يؤكد روس وهو يقول إن بعضهم قد يسقط في فخ الإرهاب· ''إن خطر تحول مغامرة عسكرية أو شبه عسكرية إلى مواجهات شاملة في تزايد ما دامت الدبلوماسية لا تعطي نتائج''، يضيف، ''كما أن إطالة عمر المعاناة الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين أمر فظيع''، يقول روس في ختام رسالته السرية·ودعا روس المغرب إلى إظهار حسن نيته في ملف حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه تحولت قضية حقوق الإنسان ''إلى المظهر الأكثر إثارة للنقاش داخل مجلس الأمن وفي الهيئات الأخرى''· ''ومنذ تعييني اقترحت على مخاطبي المغربيين بأنهم إذا أرادوا أن تقبل جبهة البوليساريو برؤيتهم لحكم ذاتي في الصحراء فعليهم أولا إظهار نواياهم الحسنة وأن يكونوا أكثر تساهلا مع النشطاء الصحراويين الراغبين في الاستقلال بدل تقييد حريتهم في التحرك والتعبير''·