رسم المبعوث الشخصي للامين العام الأممي الى الصحراء الغربية الأمريكي كريستوفر روس صورة قاتمة ومتشائمة للوضع الحالي لملف النزاع بين المغرب والبوليزاريو، طالبا تدخل مدريد وباريس بشكل خاص من أجل الضغط على المغرب حتى يقبل بمناقشة مقترح الطرف الآخر. وقال روس في رسالة سرية الى حكومة بلاده تحصلت يومية الباييس الاسبانية على نسخة منها، أنه والأمين العام الأممي بان كي مون فشلا حتى الآن في اقناع المغرب بمناقشة مقترح البوليزاريو مؤكدا على أنه بحاجة ماسة الى دعم واضح من طرف مجلس الأمن ومن مجموعة ما يسمى بأصدقاء الصحراء الغربية (الولاية المتحدة، اسبانيا، فرنسا، بريطانيا، روسيا وأوضح روس في رسالته "أنه بالرغم من أن للطرفين إرادة سياسية في الجلوس وجها لوجه، الا أنهما وحتى الآن لا يملكان الارادة السياسية لإجراء مفاوضات حقيقية حول مستقبل الصحراء الغربية ولا لإعطاء عناية وأولوية لإجراءات تعزيز الثقة بينهما" ويواصل روس في رسالته الكشف عن أن المغرب هو من يرفض بذل الجهود المطلوبة وقال " في آخر الاجتماعات غير الرسمية بويتشستر كاونتي (نيويورك) قامت البوليزاريو بمجهود متواضع لما يمكن تسميته بمفاوضات حقيقية بدراستها لبعض الجوانب من مقترح المغرب الأخير للحكم الذاتي، وبالمقابل رفض المغرب من جهته مناقشة مقترح البوليزاريو ، وكنتيجة لذلك رفضت البوليزاريو الاستمرار". ويؤكد المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي على أن "الرباط والبوليزاريو مطالبتان بايجاد سبل لدراسة ومناقشة مقترح كل طرف بعمق أكثر مما فعلا في ويتشستر كاونتي" مشيرا الى أن دراستها ومناقشتها لا تعني بالضرورة قبولها بقدر ما تعني اظهار الاحترام للطرف الآخر ويرى روس أن الطرفين اذا كانا غير مستعدين للدخول في نقاش حقيقي، فإنه ليس هناك داع للقيام بجولات تفاوض جديدة، بل بالعكس - كما يضيف - فإن لقاءات متكررة دون إحراز تقدم ملموس قد يضع مصداقية الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الشخصي محل شك.وحذر روس من بقاء وضعية النزاع في حالة جمود على المدى البعيد لما ينطوي عليه ذلك من أخطار من ذلك امكانية أن تتحول مغامرة عسكرية أو شبه عسكرية إلى مواجهات شاملة وهو خطر أصبح في تزايد مادامت الدبلوماسية لا تعطى نتائج، مشيرا في ذات السياق إلى أن إطالة عمر المعاناة الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين أمر فظيع. وفي انتظار ذلك - يضيف كريستوفر روس - تحولت قضية حقوق الإنسان إلى المظهر الأكثر إثارة للنقاش داخل مجلس الأمن وفي الهيئات الأخرى، ومنذ تعييني اقترحت على المغربيين بأنهم إذا أرادوا أن تقبل البوليزاريو برؤيتهم لحكم ذاتي في الصحراء، فعليهم أولا اظهار نواياهم الحسنة، وأن يكونوا أكثر تساهلا مع النشطاء الصحراويين الراغبين في الإستقلال بدل تقييد حريتهم في التحرك والتعبير. يذكر، أن روس بعد تعيينه في جانفي 2009، قام في مارس الماضي بجولته الثالثة والأخيرة للمغرب العربي كما نظم جولتين من المفاوضات غير الرسمية كانت الأخيرة في شهر فيفري بويتشتر كاونتي والتي طلب فيها من كل وفد أن يناقش مقترح الوفد الآخر. وعكس سلفه في نفس المهمة بيتر فان فالسوم، لم يعط روس الأفضلية للعرض المغربي على طاولة المفاوضات.