دعت جبهة التغيير، بقيادة رئيسها عبد المجيد مناصرة، الطبقة السياسية بمختلف أطيافها إلى ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار للوصول إلى تحول ديمقراطي حقيقي. فيما انتقد بصفة غير مباشرة، طريقة عمل تنسيقية المعارضة، داعيا إياها إلى عدم تبني سياسة الإقصاء. وانتقد مناصرة، بطريقة غير مباشرة، آليات عمل التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، مشيرا إلى أن الجزائريين نجحوا فيما مضى عندما توافقوا واتحدوا في مواجهة عدوهم، مقدما مثالا على العمل أثناء الثورة التحريرية، في إشارة واضحة إلى انخراط الجبهة في المسعى الذي يطرحه أقدم حزب معارض في الجزائر، ممثلا في جبهة القوى الاشتراكية. مع العلم أنه سبق وأن جمعهم لقاء الأسبوع الماضي، اعتبرت فيه قيادة التغيير أنه من الضرورة مشاركة السلطة (والجيش جزء منها) في هذا المسعى ليجد طريقه إلى التنفيذ والتطبيق، معتبرة أن مبادرة الأفافاس هي في الحقيقة فرصة أمام السلطة لإنجاز التغيير السياسي والتحول الديمقراطي بمشاركة الجميع وحتى يتم غلق كل الأبواب أمام كل البدائل الأخرى، التي قد تفرض علينا وبغير إرادة الجزائريين السلمية وفي غير مصلحتهم الوطنية، متمسكة بطرحها المتمثل في الاتفاق على دستور توافقي، حكومة وفاق وطني تسير مرحلة انتقالية وتحضر للانتخابات، وتكون تحت إشراف رئيس الجمهورية، وتشريعيات ومحليات مسبقة، انسجاما مع الدستور الجديد، متبوعة بإصلاحات سياسية واقتصادية وقانونية لبناء دولة الحريات والقانون، وترقية المصالحة الوطنية. من جهة أخرى، تنبأ مناصرة، أثناء كلمته الافتتاحية لأشغال يوم دراسي، نظمته جبهة التغيير، حول "مشروع أول نوفمبر بين تحرير الوطن وبناء الدولة"، بفشل عمل تنسيقية المعارضة، معتبرا بأن سياسة الاحتكار وإقصاء الأطراف الأخرى، تؤدي حتما إلى فشل أي مبادرة أو مشروع، مشددا على ضرورة أن تلتقي الطبقة السياسية بكل أطيافها، سلطة، معارضة ومجتمع مدني، على طاولة واحدة، وتتبنى حوارا واسعا ومسؤولا، حول واقع الجزائر، للوصول إلى تحول ديمقراطي حقيقي، يرتب بالتوافق وليس بالأغلبية، مؤكدا أن هذا هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية.