سيقوم وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازانوف، بزيارة رسمية إلى الجزائر نهاية شهر ديسمبر المقبل سيلتقي فيها الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز حسب ما علمته "البلاد" من مصادر مطلعة وينتظر أن تتقدم باريس باقترحات لمحاربة "ظاهرة الإرهاب الدولي" وخطر عودة المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة إلى أوطانهم، لا سيما فيما يتعلق بالمقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتقف الجزائروفرنسا سويا في الصفوف الأولى لمجابهة خطر هذا التنظيم الذي أعدمت إحدى الخلايا الإرهابية الموالية له المواطن الفرنسي هريفي غوردال، 55 سنة، الشهر الماضي في سفوح جبال جرجرة، حيث لاتزال عمليات البحث عن عناصرها متواصلة لحد الساعة. وحسب نفس المصدر، سيتباحث كازانوف مع السلطات الجزائرية حول إيجاد صيغة تعاون مشترك فيما يتعلق بقضية العائدين من "داعش" وجبهة "النصرة" مع ازدياد مخاوف فرنسا من تنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها بعد أن كشفت الأرقام أنها الدولة الأوروبية الأكثر تمثيلا ضمن جنسيات مقاتلي صفوف الدولة الإسلامية "داعش" و«جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. كما أن البعض منهم يحملون الجنسية الجزائرية أيضا أو ينتمون إلى أصول جزائرية وعلى هذا الأساس -يضيف المصدر- ينبغي على الدولتين البحث عن نظام وقاية مشترك يتضمن تبادل المعلومات والتنسيق والكشف عن تحركات العناصر المشبوهة، خصوصا حيال اعتماد بعض الملتحقين الفرنسيين في صفوف الجماعات المسلحة على الجزائر كنقطة عبور نحو سوريا، حيث تبرمج الخطوط الجوية الجزائرية رحلات مباشرة نحو دمشق أسبوعيا. وسيدرس الجانبان نماذج لمحاربة التطرف بين الشباب، حيث تعد شبكة الأنترنت مصدرا لتشجيع الشباب على التطرف والتحول نحو الجماعات الإرهابية في الدولتين. وفي موضوع آخر، سيتطرق الوزير الفرنسي خلال لقائه بالمسؤولين الجزائريين إلى تداعيات الأزمة الليبية التي تهدد استقرار سائر المنطقة، خصوصا ما يتعلق بملفات تهريب السلاح وتفشي خلايا تجنيد العناصر الإرهابية داخل المدن الليبية - خاصة مدينة درنة التي يتحكم في أوصالها إرهابيون يحملون الرايات السوداء لتنظيم الدولة الإسلامية-، ومن جهة أخرى، سيتسنى للحكومة الجزائرية عرض رؤيتها حول فتح حوار بين الفرقاء الليبيين لإنهاء الاقتتال وبسط مؤسسات شرعية تمهيدا لإنشاء دولة ليبية مستقرة تتمكن من محاربة الجماعات المتطرفة على أراضيها بدعم من المجتمع الدولي ودول الجوار دون تدخل عسكري مباشر. للإشارة، ستكون هذه الزيارة الثالثة لوزير الداخلية الفرنسي الذي يسعى لتجنيد دول المنطقة في إطار سياسة مشتركة لمكافحة خطر عودة المقاتلين في صفوف تنظيم "داعش" بعد أن حل في كل من "تركيا" نهاية سبتمبر الماضي و«تونس" أول أمس.