عادت حركة قطارات الضاحية للتوقف من جديد، بعد أسبوع أسود عاشته شركة النقل عبر السكك الحديدية، وذلك منذ صبيحة أمس، بسبب خلل تقني أصاب الأسلاك الكهربائية، ويأتي هذا بعد عودة القطارات للعمل منذ يومين. إضرابات دون سابق إنذار تتواصل متاعب شركة النقل عبر السكك الحديدية، فبعد حادثة انحراف القطار الذي أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وتسجيل أزيد من 90 جريحا، عرف النقل عبر القطارات حركة إضراب عن العمل لم يسبق بأي إشعار أدى إلى تعطيل مصالح المواطنين وذلك تضامنًا مع زميلهم يونس ديلمي سائق القطار الذي انحرف يوم الأربعاء الماضي عن مساره بعد أن وجهت له النيابة العامة لمحكمة حسين داي تهمة بالقتل والجرح غير العمدي لامرأة في العقد الخامس من العمر، حيث استغرب أمس، المسافرون عبر الضاحية الشرقية توقف القطار في محطة الدار البيضاء لأزيد من 45 دقيقة، دون أن يكلف المسؤولين أنفسهم عناء إعلام المسافرين بسبب التوقف الطويل، ليتم إخبارهم أن آخر محطة للقطار هي واد السمار، كما شهد الخط الرابط بين العفرون-الجزائر نفس المشكل، حيث توقفت القطارات في محطة جسر قسنطينة، وهو ما أثار استياء المسافرين. ويبدو أن عمال الشركة يصرون على عدم احترام القوانين التي تنظم الإضرابات، كما أن مصالح الزبائن بدوا في ذيل اهتمامات العمال الذين ينظمون إضرابات دون سابق إنذار. سرقة الكوابل... المتهم الأول! من جهة أخرى، أخذت ظاهرة سرقة الكوابل الكهربائية وتخريب القطارات بضاحية الجزائر الكبرى أبعادا خطيرة، خلال الأسابيع الماضية، إلى درجة أن النقل بالسكك الحديدية شهد "اضطرابا" كبيرا، حسبما أشارت إليه مصادر من المديرية العامة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية. مع العلم أنه تم سرقة الكوابل ذات الضغط العالي "16.000 فولت" في الضاحية الشرقية، مما جعل القطارات تتوقف في محطة الرغاية. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن الأمر يتعلق بكوابل ذات الضغط العالي التي تستعمل في جر القطارات الكهربائية التي تعرضت للسرقة، علما أن سرقة الكوابل الكهربائية وأسلاك التيار التي تم قطعها إلى أجزاء سجلت على مستوى الضاحية الشرقية ما بين الرغاية والثنية، حيث تم إصلاح جزء منها فقط لحد الساعة. وأوضح ذات المصدر أن الاضطرابات في حركة قطارات الضاحيتين الخارجة عن نطاق الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تعود إلى أعمال السرقة والتخريب الذي ارتكبها مجهولون استهدفوا كوابل الضغط العالي ومنشآت أمنية. 9 أشهر لإصلاح 4 كلم من العطب! لا تزال قطارات الضاحية الشرقية تعرف تأخرات كبيرة، خاصة بين محطتي الرغاية والثنية، وذلك بسبب تخريب التجهيزات الكهربائية بين هاتين المحطتين، مع العلم أن الحادثة وقعت شهر مارس الماضي، وما يثير استغراب المسافرين هو كيف أن إصلاح هذا الخلل تم عبر رصيف واحد؟!، وهو ما يحتم على القطار المتوجه نحو الثنية أن يتوقف في محطة الرغاية أو محطة قورصو لمدة تتجاوز أحيانا 30 دقيقة، وذلك في انتظار القطار المتوجه من الثنية نحو الجزائر العاصمة. رحلات تتأخر.. والسبب مجهول ما تزال تشهد حركة السير عبر السكك الحديدية، تأخرات كبيرة، غير أنها تبقى غير معروفة لدى المسافرين الذين يدفعون ثمن ذلك، حيث ترفض المؤسسة تعويض ثمن التذكرة في حال تأخر القطار ورغبة المسافر في استعمال وسيلة نقل أخرى، كما أن حجة "تأخر غير محدد" هي العبارة التي كثيرا ما تتردد لدى المسؤولين على مستوى المحطات. وفي ذات السياق، ذكرت مصادر "البلاد" أن تأخر الرحلات راجع إلى تأخر التحاق المسؤولين عن الرحلات، والتخبط في إعطاء إشارة الانطلاق، بالإضافة إلى انعدام الاتصال الداخلي، حيث إن المسؤول يرفض إعطاء المعلومة حول سبب التأخر أو إلغاء الرحلة، وهو ما يفسر عدم تقديم أدنى معلومة للمسافر، كما أن أغلب المحطات تفتقد لمكتب استعلام. الأمن.. هاجس المسافرين لا تتوقف متاعب المسافرين عبر خطوط الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، عند هذا الحد، بل يتعداه الأمر، إلى النقص في التغطية الأمنية داخل القطارات، وفي بعض المحطات، حيث يشتكي المسافرون عبر خط الجزائر-الثنية أو خط الجزائر العفرون، خاصة في أوقات متأخرة من النهار، حيث تعرض العديد من المسافرين لاعتداءات بمجرد نزوله من القطار، مع العلم أن بعض المسافرين تعرضوا لاعتداء داخل القطار، في ظل غياب الأمن داخل القطارات، باستثناء بعض الأيام التي تعرض مرافقة أعوان الدرك الوطني.