تستعد قرية آيت هشام والمتواجدة بأعالي جبال جرجرة الشامخة والتابعة إداريا لبلدية عين الحمام بتيزي وزو لاحتضان فعاليات المهرجان المحلي للزرابي. وحسب مصادر محلية مقربة فإن الإشارة الرسمية لهذه التظاهرة ستعطى خلال الأسبوع على مستوى المدرسة الابتدائية التابعة لنفس المنطقة كما يشارك عدة عارضين محترفين في مجال صناعة الزرابي ينتمون لورشات النسيج إلى جانب سبع حرفيات ينشطن في البيت واللواتي سيعرضن منتجاتهن التي تتميز بشهرة تم تمهيد الطريق لها منذ ما يزيد عن القرن من طرف هذه النسوة، اللاتي توارثن هذه الحرفة مع مرور الأجيال علما أن تاريخ إنشاء مدرسة النسيج بهذه القرية يعود إلى 1892. وتتفنن فتيات قرية آيت هشام منذ نعومة أظافرها في حياكة هذه الزربية التي تعد بالنسبة لهن مصدر رزق تتوارثه ابنة وأم عن جدة. كما يشكل هذا النشاط بالنسبة لهذه النسوة شكلا من أشكال التعبير الصامت عن الذات ومرآة تعكس الإرث الثقافي المفعم المعاني والتعابيركما تعكس الأشكال والزخاريف التي تميز هذه الزربية التقاليد النسوية السائدة بالمنطقة تطبعها الأغاني الشعبية النسوية المعروفة بالمنطقة ب"أشويق" التي ترافق عمليات غزل ونسج الصوف ولا تعتبر هذه النسوة زرابي آيت هشام بمثابة بضاعة أو مصدر استرزاق بقدر ما تكتسي في أعينهن قيمة فنية ووسيلة للتعبير عن مشاعرهن والتخفيف من مشقة العيش بهذه المنطقة الجبلية. وبغض النظر عن قيمتها التجارية فإن زرابي آيت هشام التي تتميز بجمالها تخفي آلاما كبيرة غالبا ما تكون مكبوتة تتخلص منها النساء من خلال ممارسة هذه الحرفة كما تشهد على ذلك الأشكال والرسوم البربرية التي تصنعها بدقة وفق متطلبات كل إبداع فني. وتعبر الحرفيات من خلال نسج الزرابي عن ظروف معيشتهن القاسية والتخلص من الآلام عن طريق أداء أغان حزينة "أشاوقن" لتشجيع بعضهن البعض ومواصلة العمل. للعلم فإن صناعة الزرابي حرفة شاقة للغاية وتتطلب إنجاز عدة مراحل لإنجاز مختلف أنواع هذا المنتوج وأشهرها "اعفان" وهي زرابي ملونة تدخل في مهر العروس و"اخلخال" وهي عبارة عن أغطية سرير. كما تحتفظ بعض العائلات بنماذج قديمة وفريدة من نوعها من الزرابي. وعلى هامش هده التظاهرة سيتم عرض المنتجات التقليدية وتنظيم منتدى حول صناعة النسيج يتم خلاله التطرق لموضوع تطوير صناعة الزرابي على ضوء انشغالات واقتراحات الحرفيات من حيث الإنتاج والتسويق وتعمد المرأة من خلال نسجها لألوان وإشكال مختلفة، إضافة إلى وضع رموز بربرية التعبير عن آمالهن ومعاناتهن كنساء، فهي ليست مجرد عناصر جمالية للزخرفة فحسب وإنما هذه الرموز التي لا تزال أنامل الحائكات تنقلها على الزرابي عن ظهر قلب لا يستطيع ترجمتها سوى المختصين في هذا الفن العريق التي تحمل عبر الأشكال الزخرفية التي تميز بها زرابي آث هشام دلائل ومعاني كثيرة حول نمط ومكنون حياة المرأة التي تقوم تبدع بحايكتها للزربية التي ترافقها أشعار تقليدية ''ايشويقان'' مع قول كلمة "ثيسقرا ثيسعذيين" والتي تقال عند إقدام كل امرأة لحياكة.