حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل والسلطة الفلسطينية على استئناف المفاوضات "قبل فوات الأوان"، وحذر من الوصول إلى ما سماها "الهوة" في ظل التوتر الذي يسود الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقال بان في كلمة ألقاها أمس خلالها معرض صور نظمته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مقر الأممالمتحدة في نيويورك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني إن "على كافة الأطراف الابتعاد عن الهوة، وإيجاد طريق السلام قبل فقدان الأمل والوقت". وحذر من أن انعدام الاتصال بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد يعني الاقتراب من الهوة، في إشارة إلى تفجر محتمل للوضع بعد الصدامات الأخيرة في القدسالمحتلة, والعمليات التي استهدفت إسرائيليين ردا على الانتهاكات المتكررة التي تستهدف المسجد الأقصى. وتعبر تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة عن قلق دولي متزايد من تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية، وسط تحذيرات من انتفاضة فلسطينية جديدة في ظل تواصل الاستيطان والانتهاكات في القدس والضفة الغربية المحتلتين، وإقرار مزيد من القوانين التي تكرس "يهودية إسرائيل"، وانعدام أي أفق لسلام محتمل. ويشار إلى أن السلطة الفلسطينية تعتزم التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعرض مشروع قرار يطلب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بحلول عام 2016، رغم المعارضة التي تبديها واشنطن وتل أبيب لما تسميانها "خطوات أحادية". وكانت جولة المفاوضات الأخيرة التي استغرقت تسعة أشهر برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد انتهت في أفريل الماضي بالفشل. من ناحية أخرى، قال مركز فلسطيني مختص في شؤون الأسرى إنّ الأسرى الفلسطينيين، داخل السجون الإسرائيلية، يواجهون أوضاعا "كارثية" في ظل المنخفض الجوي العميق الذي يجتاح المنطقة. وقال مركز "أسرى فلسطين للدراسات"، غير حكومي، في بيان نشر أمس، إنّ معظم السجون الإسرائيلية، لا تتوفر لديهم وسائل الحماية من الأمطار الغزيرة والسيول والبرد القارس، لا خصوصا السجون التي لا تزال قائمة على الخيام كسجن النقب "جنوب إسرائيل"، وأقسام في سجن عوفر "وسط". وأضاف أن الأسرى يشتكون من نقص شديد في الملابس، والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة، الأمر الذي قد يعرضهم إلى الإصابة بالأمراض. ووفق المركز، فإن السلطات الإسرائيلية ترفض توفير المستلزمات الشتّوية للأسرى فيما يمكث معظمهم، في ظروف مناخيّة قاسية، حيث تتسرب مياه الأمطار من شقوق أسقف غرف السجون.