"جماعة" بلعياط تباشر تحضيراتها لعقد المؤتمر "الموازي" وجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، تعليمة لنواب الحزب في البرلمان بغرفتيه، يمنعهم فيها من تنظيم أي نشاطات أو تجمعات دون الرجوع للقيادة والحصول على رخصة النشاط منها، وهو الأمر الذي أثار النواب المناوئين له. وتأتي تعليمة سعداني لنواب حزب جبهة التحرير الوطني، بعد الحركة الاحتجاجية التي قادها عدد من النواب في البرلمان بغرفتيه، حيث حاولوا نهاية الشهر الماضي اقتحام المقر المركزي للحزب بحي حيدرة في أعالي العاصمة. كما نظم النواب المناوئون لعمار سعداني في المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، وقفة بالغرفة السفلى، دعوا فيها إلى ضرورة عقد دورة استثنائية للجنة المركزية لانتخاب قيادة جديدة للحزب، مطالبين أعضاء اللجنة المركزية بتحمل مسؤولياتهم ل«إنقاذ الحزب". من قيادة حسبهم أبرمت "تحالفات سرية مشبوهة" مع تشكيلات سياسية تنعكس سلبا على مؤسسات الدولة وتمس بشرعيتها وتحرم الحزب من الحفاظ على بقائه القوة السياسية الأولى في البلاد. كما أن تعليمة سعداني جاءت بعد اللقاء الذي عقده هذا الأخير الأسبوع الماضي بفندق الأوراسي، جمعه بإطارات الحزب، ما يعني أن سعداني يريد التضييق على خصومه في العمل الميداني أو مع المناضلين، وذلك من خلال إلزامهم بالحصول على رخصة من قيادة الحزب قبل عقد أي ندوة أو القيام بأي نشاط. وبخصوص هذه التعليمة، قال النائب عن ولاية سطيف، مسعود عكوباش، أن القانون الأساسي للحزب والنظام الداخلي، لا ينصان على مثل هكذا تعليمات، من شأنها حسب المتحدث أن تحد من حرية النائب في العمل النضالي والسياسي، واصفا تعليمة الأمين العام للحزب، عمار سعداني ب«التعسفية"، وأضاف أن تحرك سعداني جاء بعد أن "حاصره النواب" المناوئون له، وهي حسبه محاولة منه لمنع احتكاكهم مع القاعدة النضالية، مشيرا إلى أن أغلب النواب مسؤولين محليين بالحزب "فلا يحق لأي كان منعهم من الاحتكاك بالمناضلين". وفي هذا السياق يستعد منسق حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، للرد على سعداني من خلال عقد ندوة صحفية السبت القادم على الساعة العاشرة صباحا بفيلا الأبيار بالعاصمة، الهدف منها هو الحديث عن الأزمة التي تواجهها البلاد جراء تراجع أسعار البترول في العالم، وتبعاته على الاقتصاد الوطني، بالإضافة لتطرقه للقضايا الداخلية للحزب وعمل اللجنة الذي ستباشره قريبا لعقد مؤتمر موازي في نهاية شهر جانفي من السنة المقبلة. ومن المتوقع أن يكشف عبد الرحمان بلعياط، عن بعض النقاط المتعلقة باستراتيجية اللجنة التي تقود حملة الإطاحة بالأمين العام الحالي عمار سعداني من على رأس الحزب، وذلك عبر عقد دورة استثنائية للجنة المركزية في حال قدمت مصالح الداخلية الترخيص أو عقد مؤتمر موازي للذي ستنظمه القيادة الحالية للحزب، في الوقت الذي شرع بلعياط في تعيين منسقين ولائيين عبر جميع ولايات الوطن من بلديات وقسمات ومحافظات، بغرض تهيئة القواعد لعقد الجمعيات العامة التي ستحضر فيها اللوائح التي ستملى على المشاركين في المؤتمر للمصادقة عليها.