اعتبر وزير الأشغال العمومية، عمار غول، أن الأولوية التي نالها مشروع الطريق السيار، شرق غرب، على أجندة الدعم المالي للدولة أفضت إلى إنجازه في وقت قياسي ووفق المواصفات التقنية الدولية، ملمحا في إشارة ضمنية إلى تمكن قطاع الأشغال العمومية من كسب الرهان الذي أطلقته بعض الجهات في محاولة لضرب الأسس التي يقوم عليها المشروع وذلك عبر انتهاج أسلوب التشكيك في جودة الأشغال والحديث عن استحالة مراعاة الآجال التعاقدية بالقول ''تمكنا اليوم من تجاوز تبعات الكلام وإفساح المجال للعين قصد التأمل في ما تم تحقيقه''· ورفع غول، على هامش تدشينه أول أمس، الشطر المتبقي من المقطع الغربي للطريق السيار، الرابط بين ولايتي سيدي بلعباس وتلمسان على طول محور رئيسي يقدر ب60 كلم، التحدي على مستوى الجودة القائمة على مواصفات عالمية والآجال التي أنجز خلالها ''مشروع القرن''، مستدلا في حديثه بالنقلة النوعية التي سجلها قطاع الأشغال العمومية خلال السنوات القليلة الماضية وتحديدا على صعيد المجهودات المبذولة لمواجهة العوائق المناخية والتضاريسية، حيث تطلبت طبيعة التضاريس في بعض الضواحي، وخصوصا بولاية تلمسان، البويرة وقسنطينة، استعمال نحو 9000 طن من المتفجرات بهدف تحرير الرواق، بالإضافة إلى الفترة الزمنية المحددة لتحقيق مشاريع القطاع، حيث كانت عملية إنجاز 10 كلم من طريق ولائي في وقت سابق، تستغرق نحو 4 سنوات في حين تم تسليم حوالي 1000 كلم للحركة المرورية من الطريق السيار بعد ثلاث سنوات فقط، على أن تستكمل روتوشات المقطع المتبقي من الجزء الشرقي خلال الشهور القليلة المقبلة · واعتبر المتحدث أن ''ربط الجزائر العاصمة بالحدود المغربية عبر الطريق السيار وعلى طول محور رئيسي يبلغ 613 كلم يعد مكسبا هاما ذا طابع مغاربيف، باعتبار أن الانجاز يندرج في إطار مشروع الطريق السيار المغاربي الممتد من طرابلس إلى نواكشوط على طول سبعة آلاف كيلومتر· وأشارت ''البلاد'' سابقا، نقلا عن مصادر مطلعة من وزارة الأشغال العمومية إلى ''أن الطريق السيار شرق غرب الممتد على مسافة 1216 كلم سيربط مباشرة بمدينة وجدة المغربية منتصف 2011 وذلك في إطار مشروع الطريق السيار المغاربي''· وستبرز عملية ربط المقطعين الجزائري والمغربي المرتقبة شهر جوان القادم، البعد القاري الذي يتخذه ''مشروع القرن'' كمكسب حيوي ودعامة رئيسية للبنى القاعدية، إلى جانب دوره الفعال والأساسي في الحلقة المركزية لطريق الوحدة المغاربية الذي سيشكل فضاء واسعا لسبل الاندماج الاقتصادي والتحريك الأمثل للعجلة التنموية بالمنطقة· وذكّر المسؤول الأول بالقطاع، بفحوى القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتجسيد مشروع الطريق السيار الممتد على مسافة 1720 كلم، يعبرها 3 آلاف جسر من بينها 200 عملاقة و14 نفقا، من خلال منحه الأولوية على أجندة الدعم المالي للدولة والذي حدد ب11 مليار دولار· كما رافع غول لمشاريع القطاع المرتقب تجسيدها في إطار المخطط الخماسي 2010- 2014 والمتمثلة في ربط الطريق السيار شرق-غرب بكل الموانئ الموزعة على التراب الوطني، الطريق السيار للهضاب العليا والطريق شمال-جنوب·