ناشر رواية داود: نطالب الدولة بوقف الفكر المتطرف الذي يستخدم لغة الدم فجر مسؤول ما يعرف ب"حزب جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية"، التي رفضت السلطات اعتمادها، عبد الفتاح زراوي حمداش، جدلا كبيرا وموجة سخط، وذلك بدعوته إلى إعدام الكاتب الجزائري كمال داود وتطبيق حدود الله عليه. وعلل حمداش خطوته هذه، بتطاول داود على الذات الإلهية، والإساءة للدين الإسلامي. وانطلقت أمس حملات التنديد والتضامن عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كما تبنى عدد من المثقفين بيانا رسميا طالبوا من خلاله متابعة عبد الفتاح حمداش لخطورة دعوته الأخيرة. من جهة أخرى، عبروا عن رفضهم المطلق لكل شكل من أشكال التطاول على الدين الإسلامي وكذا المقدسات. ووصف حمداش، وهو ناشط سابق في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة، الكاتب داود "بالزنديق والمتصهين المجرم الذي يسب الله تعالى ويتطاول على القرآن ويحارب الإسلام واللغة العربية ويعادي أبناء أهل الإسلام". وكان زراوي يرد على تصريحات أدلى بها الكاتب الجزائري كمال داود، صاحب رواية "ميرسو.. تحقيق مضاد"، خلال مشاركته في البرنامج الفرنسي "لم ننم بعد" على القناة الفرنسية الثانية، السبت الماضي، قال فيها إن "العربية ثقافة وموروث، والعروبة احتلال.. هي سيطرة". وأثارت تصريحات داود جدلا كبيرا في المشهد الثقافي في الجزائر، خاصة أنها تعيد طرح مسألة الهوية في الجزائر، لكن صحافيين ومثقفين رفضوا الموقف المثير لعبد الفتاح زراوي الذي سبق له أن كفر الناشطة أميرة بوراوي. وضمن الإطار، قال الصديق المقرب من الكاتب كمال داود، ومدير "دار البرزخ" التي نشرت كتاب "ميرسو.. تحقيق مضاد"، سفيان حجاج، إن داود متواجد حاليا بالجزائر ولا يفكر بالهجرة "خوفا" من الأصوات الداعية ل«هدر دمه"، مشيرا في حديث ل«البلاد"، إلى أن آخر مكالمة هاتفية جمعته به، طالبه فيها برفع دعوى قضائية ضد حمداش. وأكد أيضا أنه سيتم تسخير كل ما يلزم لوضع حمداش في "مكانه المناسب"، مشددا على ضرورة تحرك الدولة الجزائرية الفوري لإيقاف "الفكر المتطرف" الذي يحاول في كل مرة استخدام لغة الدم والتهديد ضد الحريات الشخصية. وعن الكتاب، قال المتحدث إنه لم يخدش الديانة الإسلامية "بل دافع عنها بطريقته الخاصة"، مضيفا "في النهاية المعتقد الديني ماهو إلا حرية شخصية لا يحق لأحد التدخل فيها"، ويواصل "أنا لم أسأل داود عن ديانته أو معتقده، ولا يهمني أن أعرف، بل تعاملت معه كاسم معروف في مجال الإعلام وصاحب قلم مهم على الساحة وصاحب فكر يستحق التقدير"، ودعا حجاج في هذا السياق وزارات العدل والثقافة والاتصال، إلى التحرك الفوري في سبيل وقف هذه الحملة. من ناحية أخرى، ندد اعلاميون، ب«أسلوب التكفير والدعوة إلى القتل"، مشيرين في حديث ل«البلاد" إلى " إن كمال داود حتى ولو أعلن كفره فهو حر ولا يصح قتله بإجماع أهل العلم والدين خاصة في زماننا، إلا أنه لا ينبغي على أي كان أن يتطاول على الدين الإسلامي وسب مقداساته. كما دعا الاعلاميون إلى فتح نقاش وحوار مع المعنى وغيره من رجالات العلم والأدب، فالتضامن هو انتصار لموقف دون آخر، نحن في رأينا ندعو لفتح نقاش علمي وفكري بين الرجل في روايته وبين النقاد والمفكرين، معتقدين أن هذا الخيار ينمي روح البحث وتصحيح الخطأ والابتعاد عن التهم الجاهزة أو حمل أفكار مغلوطة في حق الدين أو ضده.