التمس، أمس، وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش بالعاصمة، توقيع عقوبة الثماني سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية في حق ممرض بمستشفى "محمد لمين دباغين" مايو سابقا بباب الوادي بالعاصمة، حيث وجهت له تهمة اختلاس أموال عمومية عن خلفية سرقته ل15 قارورة بها محلول مخدر خاص بمصلحة الإنعاش لطب الأطفال قصد ترويجها للمدمنين على المخدرات. وتعود ملابسات هذه القضية إلى شهر نوفمبر الماضي، وخلال دورية روتينية لمصالح الأمن على مستوى موقف التراموي بالحراش، حين لفت انتباههم شخص وبحوزته حقيبة، وعند إخضاعه للتفتيش عثر بداخلها على 15 قارورة تبين أنها تحوي محاليل مخدرة خاصة بإنعاش الأطفال، اثنتين منها بها محلول "يازيفان" وبقيتها من نوع "فاليوم". وبفتح تحقيق في القضية، تم التنقل إلى مستشفى "مايو" حيث يعمل المتهم، ومن خلال سماع موظفي المستشفى تبين أن المتهم استغل وظيفته لتهريب هته المحاليل المخدرة التي تخبأ بمكتب مناوبته، لإعادة ترويجها كمؤثرات عقلية وهي لا تمنح للمرضى إلا بموجب وصفة طبية، حيث أفاد الشهود في قضية الحال خلال محاكمة المتهم، بين أطباء وممرضين، بأن مثل تلك الأدوية تسحب من الصيدلية المركزية التابعة للمستشفى بموجب وصفة عليها ختم طبيب المصلحة المستفيدة، وتمنح بكميات محددة وفقا للطلب، باستثناء 4 قارورات يحتفظ بها الطبيب كاحتياط للحالات المستعجلة بغرفته التي لا يحوز إلا هو على مفتاحها، بيد أن التحقيقات الأمنية كشفت أن غرفة الممرضين تفتح بمفتاح مماثل وهو ما مكن المتهم من الاستيلاء على القارورة بكل حرية، حيث أكدت طبيبة ومسؤولة الصيدلية اكتشفهما لاختفاء عدد من القوارير، في حين حاول المتهم تبرئة ذمته بالقول إنه نقلها بمعيته عن دون قصد بعدما نسي إرجاعها للخزانة التابعة لمصلحة الإنعاش، فيما راح دفاعه يؤكد أنها لا تصلح لأن تكون من المؤثرات العقلية كونها تعني أطفالا رضعا.