أكد عبد القادر بن صالح، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، على أن الأرندي تحرر من الصورة النمطية التي كان عليها وخرج من "خانة حزب الإدارة"، وهي الصورة التي ظلت لصيقة به، خاصة في عهد الأمين السابق أحمد أويحيى الذي تحداه بن صالح في كلمته بشكل غير صريح، بالتأكيد على أن الحزب تجاوز كل الخلافات وعادت اللحمة داخله، لكنه في المقابل كان شرسا في رده على تلميحات سعداني واتهاماته غير المباشرة للحزب، حيث قال بن صالح "نقدر حجمنا الحقيقي، الذي يتجسد بدورنا في الميدان وسنكون موجودين، فنحن نعمل في صمت، وصمتنا هو العمل في الميدان"، وأضاف "دعو من يريدون الاستباق لأخذ الميكرفون والتبدق في التصريحات". ونجح الأمين العام للأرندي في اختتام الدورة الثانية للمجلس الوطني، بشكل أعاد لحزبه لحمته وتوازنه الذي لطالما شدد عليه خلف أويحيى، حيث تمت المصادقة بالأغلبية على جميع اللوائح النظامية والسياسية التي رسمت المرحلة القادمة للحزب، وسط تكهنات سابقة بعودة أحمد أويحيى إلى الأمانة العامة التي استقال منها منذ عامين، لكن الأمور بدت متلاحمة داخل بيت الأرندي، مما يؤكد وجود مصالحة داخلية بين الفرقاء بعد أن أحدث في وقت سابق انسحاب أويحيى من الحزب انشقاقات داخلية. بن صالح الذي بدا فخورا بنجاحه في توسيع الحزب وتجديد هياكله بطريقة ديمقراطية، على عكس غريمه في الساحة، أكد أن عملية التجديد كانت "امتحانًا للحزب، ورغم بعض الصعوبات التي اعترضته في بعض الولايات، لكن الحزب نجح في الانتقال إلى النفس الثّاني من جهوده في إعطاء دفع للممارسة السياسيّة الفاعلة في صفوفه"، كاشفا عن صورة جديدة للحزب بتحرره من الصورة النمطية التي كان عليها في وقت الأمين العام السابق. من جهة اخرى، أبقى بن صالح الباب مفتوحا أمام مبادرات الحوار دون تحديد آلية مشاركته في هذه النقاشات. كما لم يتطرق بشكل مباشر إلى مبادرة الأفافاس، لكنه قال "في قناعات الحزب، مناضلاته ومناضليه ومنهجه السياسي، يرى أن التّنوُّع في البرامج والاختلاف في الأفكار والتوجهات، هو أساس التعددية السياسية، وأن في الحوار والتشاور مجالاً أمثل لطرح الاقتراحات والتصورات حول القضايا الوطنية الكبرى". وجدّد استعداد الأرندي إلى العمل مع كلّ الشركاء الذين يقاسمونه رؤيته، محافظًا على خطّه. ووجه في هذا السياق سهامه للطبقة السياسية للمعارضة، التي اتهمها مجددا بالسعي إلى الزج بالبلاد في مستنقع اللااستقرار من خلال جر المواطنين للشارع، معتبرا أن هذه الدعاوى تنطلق من الأنانية. وفي رده على خرجات سعداني ضد الحزب، أبدى بن صالح رفضا لمحاولات الالتفاف حول الإصلاحات التي وضعها رئيس الجمهوريّة، خاصة مسألة تعديل الدستور التي تبناها الأفلان كفكرة أولية، وهاجمه بفشله في لم شمل حزبه الذي يعيش تشتتا بالتأكيد على أن الأرندي يعرف حجمه الحقيقي، ويعمل بصمت في الميدان الذي يعكس نجاح كل حزب وليس بالكلام.