فرضت مصالح الأمن أمس، إجراءات مشددة على السفارة الفرنسية في الجزائر العاصمة والقنصليات العامة والهيئات الثقافية التابعة لها في ولايتي عنابة ووهران تحسباً لتحرك أي مجموعات مناهضة لرسومات صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسيّة بعد صلاة الجمعة. وأغلقت القوى الأمنيّة الطريق المؤدية إلى السفارة بالحواجز الحديدية وضاعفت انتشار عناصر الشرطة وتكثيف الدوريات والمراقبة الأمنية ومنعت متظاهرين أمس من السير باتجاه هيئات فرنسية رغم محاولة الحشود على غرار ما عاشته ولاية عنابة أمس تسليم القنصل العام الفرنسي "رسالة تنديد واستنكار" من المجتمع المدني. وأكد مصدر مطلع لÇالبلاد" أن السفارة الفرنسية بالجزائر طلبت تشديد إجراءاتها الأمنية تحسبا لمظاهرات كان متوقعا أن ينظمها مصلون ومجموعات شبابية أمام السفارة رفضا لعدد يوم الأربعاء الماضي من صحيفة شارلي إيبدو الذي تضمن رسوما تسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وأكد مصدر أمني أنه تمت مضاعفة عدد أعوان الأمن، وتعزيز المخططات الأمنية على مستوى المواقع الدبلوماسية والسفارات والقنصليات والتمثيليات والهيئات الدولية خاصة التابعة للدولة الفرنسية. وكشف المصدر أن "التعزيز بالتغطية الأمنية لم يشمل فقط الهيئات الدبلوماسية والثقافية بل امتد إلى الشركات الاقتصادية في عدة ولايات في شمال وجنوب البلاد ومس أيضا الرعايا الأوروبيين والأجانب، خاصة الفرنسيين". واستنفرت مصالح الأمن مثلما رصدته "البلاد" كل وحداتها من أجل التجند لمواجهة أي شكل من أشكال رد الفعل ضد الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وتلقت مصالح الاستعلامات العامة بالمديريات الولائية للأمن أوامر بالتحري حول كل النشاطات والتوقعات الخاصة بالتنديد والتظاهر في الجزائر، والجهات التي تدعو إلى هذه الحركات، وما هي التوجهات السياسية التي تنتمي إليها، وهل هي حركات عفوية أم وراءها أحزاب أو تنظيمات. كما تم الإبقاء على كل الوحدات الأمنية في حالة استنفار، ودعت مصالح الأمن إلى التعامل مع أي انزلاق أمني قد يقع بمرونة لتفادي أي تداعيات سلبية. وشدد مصدر أمني مأذون على أنه "من الطبيعي في هذا الظرف الحساس أن تقدم السلطات الأمنية كل في مجال اختصاصها على مضاعفة عدد أعوان الأمن، وتعزيز المخططات الأمنية على مستوى المواقع الديبلوماسية والسفارات والقنصليات والتمثيليات والهيئات الدولية". واتخذت السلطات الجزائرية إجراءات أمنية مشددة عبر مختلف مناطق تواجد الرعايا الأجانب، والمقرات الدبلوماسية، فيما فرضت شروط مشددة لتحركات الأجانب، سواء للسياحة في الجنوب الصحراوي أو التنقل على مستوى المدن، تفادياً لأي طارئ قد يستهدف الأجانب من طرف العناصر الإرهابية إثر الأحداث التي عرفتها باريس مؤخراً وما أعقبها من إعادة نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم.