بعيدا عن سوق المتحدثين باسم أبناء الشهداء وعوائلهم، من الطيب الهواري إلى المسمى خالد بونجمة، والاستغلال السياسي البشع لهذه الفئة التي حولها البعض إلى سجل تجاري، تعيش هذه العائلة وضعا يرثى له بدليل أن بعض الحالات ستظل كاللعنة، تطارد كل من يدعي الحديث باسمها·قبل أشهر فقط دفعت ''الحقرة'' بأحد أبناء الشهداء بتلمسان إلى إضرام النار في جسده، ولفظ المسكين أنفاسه دون أن تنتبه التنظيمات والجهات المعنية إلى فداحة الحادث الذي ألهب مشاعر الناس وأذرف دموعهم حزنا على ما يجري لأبناء الذين سقطوا على أرض الجهاد ·حالة أخرى لا تقل مأساوية بطلتها أرملة شهيد معروف من العاصمة، مهددة بالطرد من مسكنها بفعل خطأ ارتكبه مسؤولون قبل 02 سنة، نتيجة الازدواجية في الاستفادة من قطعة أرضية سبق وأن استفادت منها عائلة أخرى·حالة هذه السيدة وصلت لطريق مسدود، دون أن تجد عائلتها من ينصفها ·· طرقت أبواب جميع هؤلاء الذين يدعون تمثيلهم لأبناء الشهداء وأراملهم·صحيح أن العشرات من القوانين والمراسيم صدرت لفائدة هذه الفئة، لكنها لم تمس عمق متطلباتهم، لأنها استفادات ضيقة المجال ومحدودة الفعالية، خاصة بالنسبة لأبناء الشهداء·أحببت أن أورد هذه الأمثلة على سبيل الذكر لا الحصر لأن تراجيديا أبناء الشهداء وأراملهم عار يطارد الجميع·باسم من يتحدث هؤلاء الذين يطلقون العنان لخطاباتهم الشعوبية وهم يطنبون الحديث في المناسبات الوطنية عن الأسرة الثورية دون أن يأخذوا بهمومها ومشاكلها؟·إن حالة أرملة الشهيد دريد حسين، دليل على بعد المسافة بين الخطاب والواقع، كما تعكس في وجهها الثاني حجم الأخطاء التي يرتكبها بعض المسيرين الذين يتلاعبون بأملاك المواطنين ومستقبلهم ··فهل من مجيب؟؟·