دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، في كلمته المعارضة لعدم إضعاف المؤسسات الشرعية للدولة، معتبرا هذا الأمر سيؤدي "بلا ريب إلى مغامرة في المجهول"، مذكرا بخصوص الأحداث الأخيرة التي تشهدها ولايات الجنوب بأن مجلسه أوفد نوابا إلى تمنراست للتحاور وتفهم انشغالاتهم المتعلقة بالغاز الصخري. واعتبر ولد خليفة، في كلمته التي قرأها نائبه علي هامل، أن الحوار بين الشركاء في الوطن هو أفضل سبيل لتحصين الجبهة الداخلية وحمايتها من التشتت والصراعات غير المجدية، التي تضعف الجزائر في محيط وصفه بال"مضطرب" يواجه فيه عدد من البلدان خطر الانهيار والتقسيم والعودة إلى حروب القبيلة وتسلل الجماعات الإرهابية، معتبرا هذه الأعمال تمهيدا "للتدخل الأجنبي". وحذر ولد خليفة من التشكيك في مرجعيات الشعب الجزائري وإضعاف المؤسسات الشرعية للدولة "سيؤدي بلا ريب إلى مغامرة في المجهول وإضعاف الدولة"، وليس لشخص أو لحزب معين أو لتحالف، بل -حسبه- لإعادة الجزائر إلى مضيق العواصف كما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي "يعني دولة فاشلة أو مارقة"، مذكرا بالأشواط التي قطعتها الدولة في مجال التنمية وتخلصها من أعباء المديونية الثقيلة. بن صالح يتهم المعارضة ب"مصادرة الأمل" ويتوقع تمرير الدستور عبر البرلمان لم يفوت عبد القادر بن صالح فرصة افتتاح الدورة الربيعية لسنة 2015 دون المرور على تحركات قوى المعارضة الذين قال بشأنهم "إن التاريخ سيكشف حقيقة أولئك الذين يختارون في هذه المرحلة تحديدا زرع البلبلة وإشاعة اليأس من خلال التشكيك في الإنجازات والتسويق لتصورات مضللة، وهاجم مواقفها بالقول "خيارات بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي"، كما اعتبر بن صالح أن الأوضاع في البلاد مطمئنة على الرغم من الأعاصير التي عرفتها وإن كانت -حسبه- لا تزال تبعات تلك الأوضاع الناجمة عن حسابات مصالح خارجية ولكن من حسن الحظ أن أصحاب هذه المصالح لم تحقق مآربهم ولا هم بلغوا غايتهم. في السياق ذاته، فتح بن صالح النار على المعارضة، حيث قال إن الممارسة السياسية عندما تتحول إلى سلوك غير عاقل وطروحات تسعى إلى إعادة الجزائر إلى مرحلة سابقة مرفوضة، محذرا من تحركاتها بالقول "هذه الممارسات إذا ما استمرت فإنها تصبح شكلا من أشكال النشاط الذي يفتقر إلى روح المسؤولية" .ووقف بن صالح عند احتجاجات 24 فيفري التي دعت إليها تنسيقية الانتقال الديمقراطي الذي أبدى ارتياحا لعدم الانسياق وراءها، محذرا من خطورة تعريض الجزائر لانزلاقات.