التكتل: "مابعناش الماتش" وكفانا من عقلية البيع و الشراء حذرت نقابات التكتل السبعة التابعة لقطاع التربية الوطنية، من الأزمة التي يعيشها قطاع التربية، بسبب سوء التسيير والبيروقراطية، في ظل نظام سياسي يسعى لتكريس "سياسة تعميم الأزمة وخوصصة الثروة"، وشدد هؤلاء على الدور الذي تلعبه النقابة، في ظل غياب السياسيين بالجزائر، لتحسين النظام التربوي الجزائري الذي أصبح يكون تلاميذ ضعيفي ومتوسطي المستوى، وأصبح في مؤخرة الأنظمة العالمية باحتلاله المرتبة 124 من أصل 144 بلدا في العالم حول المستوى. وأكد ممثلو نقابات التربية المنضوية تحت لواء التكتل النقابي، خلال المؤتمر الوطني الثالث للنقابة الوطنية لعمال التربية، المنعقد أمس بثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة، أن قطاع التربية يعيش أزمة حقيقية ولا بد من تكاتف الجهود لإخراج القطاع منها، وفي هذا الإطار أكد المكلف بالإعلام على مستوى مجلس ثانويات الجزائر "الكلا"، إيدير عاشور، أن قطاع التربية يعيش أزمة حقيقية ذات ثلاثة أبعاد، أولها أزمة سوء تسيير خطيرة وبيروقراطية، لانعدام الكفاءات في القطاع، مشددا على ضرورة تصحيح هذا الوضع. في حين يتمثل البعد الثاني في أزمة اجتماعية، خاصة وأن وضعية القدرة الشرائية ضعيفة في ظل انعدام عدالة على مستوى مختلف فئات التربية، مشيرا إلى أن أجور الأستاذ في قطاع التربية هو الأدنى في المستوى العربي والمغاربي، رغم أن وضع الجزائر أحسن من تلك البلدان بكثير. كما أكد عاشور أن قطاع التربية اليوم أمام نظام سياسي يطبق ويركز على سياسة "تعميم الأزمة وخوصصة الثروة"، مضيفا: "عندما كانت أسعار البترول مرتفعة لم يعطوا العامل حقه واستفادت منه الاطارات و النخبة فقط، وعندما انخفضت الأسعار لجأوا إلى التضحية بالعامل، لن نقبل هذا يجب أن نعيش الثروة جميعا كما نعيش الأزمة جميعا"". أما البعد الثالث حسب ممثل "الكلا" فهي أزمة بيداغوجية، موضحا أن التلاميذ لا يحظون بالوسائل نفسها في الدراسة وبالتالي ليست لهم الحظوظ نفسها في النجاح. كما أن البرنامج التربوي لا يتلاءم مع الأوضاع الحالية. وكشف في السياق ذاته أن النظام التربوي الجزائري ليس له مستوى ويكون تلاميذ ذوي مستوى متوسط عالميا، وهو ما يؤكده احتلال الجزائر المرتبة 124 من أصل 144 بلدا في العالم في تقرير يخص مستوى النظام التربوي، وهذا يؤكد حسب عاشور أن المنهاج التربوي الجزائري لا يليق بالوضع الحالي، هناك ضعف في المحتوى وفي مستوى التلاميذ. من جانبه، شدد المنسق الوطني لنقابة "السناباب" بلعموري لغليظ، على الدور الذي تلعبه النقابة في ظل غياب السياسيين في الجزائر، فالجزائر في حاجة إلى نقابيين لرفع بصيص الأمل للعمال. وفيما يخص المكاسب التي تحصل عليها التكتل من خلال الحركة الاحتجاجية الأخيرة، أكد الأمين العام لنقابة عمال التربية بوجناح عبد الكريم، أن المكاسب التي تم التوصل إليها على غرار الأثر الرجعي المالي ، دافع عنها التكتل وحصل عليها التكتل، وهو الأمر الذي ذهب إليه رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية فرحات شابخ، الذي قال إن حضورهم في مؤتمر "الأسنتيو" الذي يعد طرفا من التكتل، هو رسالة مهمة لوزارة التربية ولبعض النقابات تبين أنه مهما كانت الخلافات التي يعيشها النقابيون، فإن هموم العمال تجمعهم، مشددا على أن حضورهم عبرة للنقابات والوزارة، وأنه مهما كانت الاختلافات الفردية، هناك تكتل نقابي يجمعنهم. وأعاب فرحات على بعض الجهات التي تحاول استغلال القطاع لخدمة أغراص خاصة وقال "قال كفانا البيع والشراء في قطاع التربية، و زملاؤكم "ما باعوش الماتش مع وزارة التربية"، مطمأنا المستخدمين بأنهم لم يعقدوا أي صفقة مع الوزارة على ظهر العمال ، في إشارة منه إلى نقابة الكنابست التي لم يذكرها بالاسم. وأكد أعضاء التكتل النقابي، تزكيتهم المسبقة لعبد الكريم بوجناح الذي طالما دافع عن مصالح العمال سواء في إطار النقابة أو التكتل، و شدد هؤلاء على أن مؤتمر نقابة عمال التربية مهم، لأنه فرع من تكتل عمال التربية، والمهم بالنسبة لهم أن عمال التربية هم الأساس فيه . رئيس نقابة "اس ان تي يو" بوجناح يصرح مكاسب عمال التربية تحققت بفضل "التكتل النقابي" أكد عبد الكريم بوجناح الأمين العام السابق لنقابة "اس ان تي يو" أن جميع المكاسب التي حققها عمال التربية مؤخرا هي من مكاسب النضال والتكتل والوحدة النقابية بعيدا عن الغوغائية التي تحاول بعض الأطراف ترويجها ورافع من أجل ديمقراطية واستقلالية العمل النقابي بعيدا عن وصاية الوزارة أو الهيمنة الحزبية أو الحكومية واستخدام الطبقة العاملة لأغراض خارجة عن مصالحها. وأوضح عبد الكريم بوجناح في كلمته خلال أشغال مؤتمره الثالث الذي تم تنظيمه أمس بمقر ثانوية حسيبة بن بوعلي بمشاركة 462 مندوبا الذي حمل شعار "من أجل تدعيم العمل النقابي والدفاع عن المكتسبات العمالية" أن المؤتمر يكتسي طابعا متميزا لما يصادفه من تحديات ولما تعيشه الجزائر من تحولات، مشددا على أن الروابط المتينة التي نمت وتعززت بين النقابات دفعت بعمال القطاع نحو الأمام للمطالبة بحقوقهم في إطار منظم باعتبارهم قوة اجتماعية قابلة للتنظيم. وأكد بوجناح على أن المكاسب التي تحصل عليها عمال قطاع التربية على غرار الأثر الرجعي المالي لعمليات الإدماج وكذا تجميد مناصب الترقية و... هي مكاسب التكتل التي حصل عليها بعد مفاوضاته الأخيرة مع الوزارة ولا يحق لأي جهة تبنيها. كما أكد بوجناح أن النقابة منذ تأسيسها تبنت ودافعت عن مبادئ ودعائم أساسية تتمثل في الوحدة النقابية الديمقراطية والاستقلالية التي تعني -حسبه- رفض كل وصاية أو هيمنة حزبية أو حكومية كيف ما كانت طبيعتها، حيث إن التبعية للحزب السياسي أو للحكومة أو للوزارة تعني ضياع الاستقلالية والمبادرة النقابية الحرة واستخدام الطبقة العاملة لأغراض خارجة عن مصالحها. ك. ليلى