نظّم مشاركون من عدة بلدان مسيرات في شوارع العاصمة التونسية حتى وصلوا إلى متحف "باردو" الذي هاجمه مسلّحون وقتلوا نحو 20 سائحًا. ورفع المشاركون العلمين التونسي والفلسطيني أثناء مسيرتهم من ساحة باب سعدون إلى المتحف. وقالت تونسيّة مشاركة في المسيرة دون أنْ تذكر اسمها "ليش خايفين. ليش خايفين منكم. ما عنده ما يعمل ماهمش رجال. عندنا كثير من الرجال. ليش خايفين منهم". وأضاف متظاهر آخر في المسيرة لم يذكر اسمه أيضًا "الكل اليوم واحد بحول الله ضد الإرهاب وإنْ شاء الله تعالى نقضوا عليهم هادول الإرهابيين". وأجرت تونس مراسم إعادة افتتاح متحف باردو اليوم الثلاثاء. وقال فرنسي مشارك في المسيرة يدعى جان مايكل "إنه نفس الشيء الذي حصل في باريس" في إشارة لهجمات عناصر "داعش" على صحيفة "شارلي إيبدو" سيئة السمعة في العاصمة الفرنسية التي قُتل فيها 17 شخصًا في جانفي الماضي. وأضاف "أنا هنا للتعبير عن الصداقة والتضامن بصفتي مواطنًا عالميًّا أدافع عن القيم العابرة للحدود والقيم العالمية والقيم الإنسانية". وردد المشاركون في المسيرة هتافات مناوئة للمتطرِّفين من بينها "يسقط يسقط الإرهاب" و"تونس حرة حرة والإرهاب على بره" و"كلنا يد واحدة ضد الإرهاب" و"يا إرهابي يا جبان شعب تونس لا يهان". ولقى 20 سائحًا أجنبيًا على الأقل من دول فرنسا وكولومبيا واليابان وإيطاليا وإسبانيا حتفهم في الهجوم الذي استهدف متحف باردو بتونس. وبعد أربع سنوات من الانتفاضة التي أطاحت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، اتّخذت تونس خطوات مهمة في طريق الانتقال إلى الديمقراطية إذْ أجرت انتخابات حرة ووضعت دستورًا جديدًا وتمارس الأحزاب العلمانية والإسلاميّة السياسة. من ناحية أخرى، قرَّرت إيطاليا إلغاء جزء من الديون التونسية، وأعلن وزير الشؤون الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، أنَّ حجم الديون التونسية الملغاة يبلغ 25 مليون يورو من دون أنْ يوضِّح إجمالي الديون. وأضاف جنتيلوني، في تصريحات صحفية أنَّ رئيس الجمهورية التونسي، الباجي قائد السبسي، طلب خلال اللقاء الذي جمعهما مساعدة مالية من إيطاليا، بالإضافة إلى التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب. وأشار جنتيلوني إلى أنَّ بلاده ستعمل مع فرنسا على إقناع الاتحاد الأوروبي لوضع برنامج لمساعدة تونس من خلال تمويل مشاريع بما فيها مشاريع متعلقة بمجال الطاقة. كما أكد أنَّ إيطاليا ستلبي دعوة تونس للمشاركة في المسيرة الدولية التي ستنظَّم يوم الأحد المقبل ضدّ الإرهاب. وتأتي زيارة جنتيلوني للإعراب عن مساندة وتضامن بلاده مع تونس إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو الأسبوع الماضي.