السبسي: مقاتلون تونسيون انضموا لطرفي النزاع في ليبيا قالت مصادر مطلعة إن السلطات التونسية أطلقت مشروعا عسكريا دفاعيا لتعزيز حدودها مع ليبيا بسياج الكتروني هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد، وذلك للتصدي للتهديدات الإرهابية والمخاطر الأمنية المتزايدة على ضوء تمدد تنظيم "داعش" في ليبيا، واقترابه من الحدود التونسية. وكشفت المصادر التي رافقت الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خلال زيارته الأخيرة لباريس، أن فرنسا أبدت استعدادها لتمويل هذا المشروع الذي وصفه مراقبون ب"الضخم والفريد من نوعه". ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن المصادر قولها إن مبلغ ال60 مليون يورو من ديون فرنسا لدى تونس، الذي أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، عن تحويله إلى مشاريع استثمارية في تونس، سيخصص لتمويل هذا المشروع. وأكدت مصادر سياسية وعسكرية تونسية أن المشروع الذي ستموله فرنسا يتضمن إقامة سياج إلكتروني لرصد حركة الأفراد والآليات، وسواتر ترابية، وخنادق قتالية على طول الحدود مع ليبيا، وذلك لمنع تسلل الإرهابيين، ولإحكام السيطرة على الحدود بما يحدّ من عمليات التهريب، وخاصة تهريب السلاح والذخائر الحربية والمتفجرات. وأعلن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني الخميس، عن البدء في تنفيذ هذا المشروع، قائلا إنه يستهدف "تأمين وحماية الحدود الجنوبية الشرقية" لبلاده، عبر منع تسلل الإرهابيين إلى تونس، والحد من ظاهرتي تهريب السلع والسلاح. وقال إن هذا المشروع يهدف أيضا إلى دعم وتعزيز المنظومة الدفاعية للقوات التونسية المتمركزة في المناطق الواقعة بين معبري "الذهيبة/ وازن" في أقصى الجنوب، و"رأس جدير" في الجنوب الشرقي، وهما المعبران الرئيسيان اللذان يربطان تونس بليبيا. وتعتبر ليبيا التي ينتشر فيها السلاح بكثافة، مصدرا اساسيا للأخطار الإرهابية التي تهدد تونس، وهو أمر تؤكده جميع الدوائر الأمنية والعسكرية التونسية. كما أن تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا ساهم في اتساع رقعة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الذي لا يخفي رغبته في التمدد نحو التراب التونسي. وبحسب الحرشاني فإن السياج الالكتروني "سيُقلل من دخول السلاح إلى البلاد التونسية. وقال إن السلاح الذي استخدمه الإرهابيون الذين نفذوا في 18 مارس الهجوم الدموي على المتحف الوطني التونسي بضاحية باردو غرب تونس العاصمة "دخل البلاد من ليبيا". من ناحية أخرى، قال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إنَّ 5 آلاف تونسي انضموا إلى تنظيم "داعش". وأضاف السبسي، في مقابلة مع قناة "الحدث" الإخبارية السعودية اأنَّ قاتلين تونسين انضموا إلى طرفي النزاع في ليبيا، مشيرا إلى أنَّ هناك استغلالاً للتونسيين في العمليات الإرهابية. وتابع الرئيس التونسي أن "أمن ليبيا من أمن تونس"، مؤكدًا أنَّ "هناك خطوات تونسية لمحاولة حلِّ الأزمة الليبية لن يتم الإعلان عنها في الوقت الراهن". وسبق للسبسي القول إنَّ تونس أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة في ليبيا.