الصيد: "التنسيق مع الجزائر شامل.. سلال: "الإرهاب والتطرف يهدد منطقتنا" طغت ملفات التعاون الأمني وملاحقة الجماعات الإرهابية على الحدود وتداعيات انهيار المنظومة الأمنية في ليبيا وانتشار شبكات المتاجرة بالأسلحة على القضايا التي بحثها رئيس الحكومة التونسية خلال لقاءاته مع المسؤولين الجزائريين.ومن بين النتائج المباشرة لهذه الزيارة أن البلدين قررا إطلاق غرفة عمليات أمنية مشتركة يديرها خبراء من وزارتي الدفاع والداخلية لمواجهة الاضطرابات القادمة من ليبيا .وتضطلع غرفة العمليات بتفعيل جهاز إنذار من الخطر الإرهابي وتبادل فوري للمعلومات الاستخبارية والبلاغات العسكرية لمتابعة التطورات الأمنية على الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين. أكد رئيس الحكومة التونسية ،الحبيب الصيد، أن التنسيق الأمني بين بلاده والجزائر "شامل ومحكم ومستمر منذ زمن طويل، إلا أن الوضع الأمني في المنطقة دفع إلى تعزيز التشاور أكثر مع الجزائر". وقال الصيد خلال لقائه مع الوزير الأول عبد المالك سلال أن "التنسيق الأمني والعسكري شامل فهناك اتصالات متواصلة بين مسؤولي الأمن والمصالح الأمنية بين البلدين تشتغل على التنسيق وتبادل المعلومات وعنصر الثقة متوفر لتحقيق الأهداف"وأضاف أن "الوضع الأمني في المنطقة يحتم علينا المزيد من التشاور"، موضحاً أن "الإرهابيين يستمدون قوتهم من تعدد جنسياتهم وقدرتهم على التنقل". ونقلت مصادر مطلعة ل"البلاد" أن تونس ترغب من خلال غرفة العمليات المشتركة في الاستفادة من بنك المعلومات الثري الذي تملكه الجزائر حول التنظيمات وأمراء الإرهاب في الجزائر وعلى الحدود وفي منطقة الساحل.. من جهته أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أن زيارة رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد للجزائر "تعكس بصدق المستوى المتميز الذي بلغته العلاقات بين البلدين". وأوضح سلال في كلمته خلال اللقاء الموسع لوفدي البلدين أن "الجزائروتونس حريصتان على ترسيخ عرى التواصل والترابط بينهما وبين الشعبين الشقيقين لتحقيق تطلعاتهما الى المزيد من التقدم والنمو والازدهار". وأبرز الوزير الأول أن هذه الزيارة "تأتي في ظرف إقيلمي دقيق يتسم بتزايد المخاطر الأمنية وتنامي الإرهاب والتطرف بما يهدد أمن منطقتنا واستقرارها الأمر الذي يدعونا كما قال إلى مزيد من التنسيق والتشاور وتكثيف التعاون والعمل المشترك قصد إيجاد أنسب الحلول والسبل الكفيلة لمواجهتها". كما تشكل هذه الزيارة يضيف سلال . وشدد على أن "اكتمال أشغال اللجان القطاعية المشتركة يعطي دفعا جديدا للتعاون الثنائي في مجالات حيوية كالطاقة والتجارة والسياحة والصناعة المقرر عقدها قريبا تمهيدا لانعقاد الدورة ال20 للجنة المشتركة الكبرى". بدوره أكد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والتعاون الدولي، عبد القادر مساهل، على وجود "تنسيق كامل" بين الجزائروتونس لتأمين الحدود المشتركة. وأوضح الوزير في تصريح للصحافة عقب استقباله كاتب الدولة التونسي مكلف بالشؤون العربية والافريقية تهامي عبدولي أنه تم التطرق الى الأوضاع الأمنية في المنطقة مؤكدا وجود تنسيق كامل ما بين الجزائروتونس لتأمين الحدود المشتركة. وأشار السيد مساهل إلى أنه تم التطرق أيضا "إلى الأوضاع في المنطقة وبالخصوص الوضع في ليبيا كجيران لهذه الدولة الشقيقة". وعلى صعيد متصل أكد كاتب الدولة التونسي لدى وزير الداخلية مكلف بالشؤون الامنية، رفيق الشلي أمس على وجود تنسيق أمني كبير بين الجزائروتونس. وقال الشلي على هامش اللقاء الذي جمعه بالأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، أحمد عدلي، أن "التنسيق (الأمني) يكاد يكون حينيا، الأمرالذي يسهل استباق وتفادي الأعمال التي قد ترتكبها الجماعات الإرهابية".