العراق: بدء عمليات استعادة "الرمادي" من "داعش" دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إلى معالجة الأسباب العميقة لانتشار أعضاء "داعش" في سورياوالعراق من أجل التغلب على التنظيم، لافتة إلى أن الصراع بين السنة والشيعة في المنطقة العربية ستستمر قرابة 30 عامًا. وقالت موغيريني لدى تسلمها جائزة 2015 من معهد دراسات السياسة الدولية في روما إن الرد العسكري على التنظيم "ضروري لكنَّه ليس الوحيد"، مضيفة أن التغلب على تنظيم "داعش" يتطلب أن تصبح العراق دولة قوية ديمقراطية بمشاركة كافة مكوناتها، بالإضافة إلى ضرورة أن تبدأ سورية مسيرتها على طريق انتقال ديمقراطي والمصالحة الوطنية. وأشارت موغيريني إلى أن البعض يتوقع أن يستمر النزاع بين السنة والشيعة في المنطقة "حربًا ل30 عامًا"، منوهة بأن الخلاف بين المذهبين الإسلاميين "ليس خلافًا دينيًا وإنما نزاع على السلطة بهدف بسط النفوذ الإقليمي". ورأت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن "الحل لا يمكن أن يكون سوى إقليمي"، لافتة إلى أن قواعد الدبلوماسية تفرض "إيجاد حلول تعود بالفائدة على الجميع، يكون فيها الكل رابحين"، مدللة على ذلك بالمفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني. من ناحية أخرى، أعلن التلفزيون العراقي الرسمي البدء في عملية تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار العراقية من تنظيم داعش الذي سيطر عليها مؤخراً. وسبق الإعلان استعدادات كبيرة للقوات العراقية وحشد أمني كبير في منطقة الخالدية شرق الرمادي في المحافظة من قبل القوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي. واقتربت القوات العراقية من جامعة الأنبار الموجودة جنوب الرمادي، بعد استعادتها السيطرة على منطقة العنكور. وتعتبر الجامعة التي يسيطر عليها داعش، مجمعاً عسكرياً كبيراً لهم ومركز قيادة لعملياتهم وسط أنباء عن تدفق مقتلين للتنظيم من مناطق عدة إلى الرمادي وتخومها. وجاء في موقع وزارة الدفاع العراقية، أن الوزارة بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بدأت عملية تسليح الفرقة السادسة عشر بالأسلحة والمعدات الخفيفة والمتوسطة استعداداً لاستعادة السيطرة على محافظة نينوى والمناطق الأخرى الموجودة في قبضة داعش. وفي محافظة صلاح الدين، أكدت اللجنة الأمنية أن الساعات المقبلة ستشهد استعادة السيطرة بالكامل على مصفى بيجي والمناطق المحيطة بها. وفي تطور آخر، كشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، أن "المفوضية وثقت دخول 50 ألفا من نازحي الأنبار إلى بغداد بعد موافقة الحكومة والجهات الأمنية على دخولهم"، مشيرا إلى "أن أغلبهم من النساء والأطفال". وذكر الغراوي أن النازحين "يعانون معاناة كبيرة في ظل عدم توفر الظروف الملائمة لأوضاعهم الإنسانية، ونقص المواد الغذائية والطبية الكافية لسد احتياجاتهم"، لافتا إلى "قلة المساعدات الإنسانية المقدمة للنازحين من قبل الجهات الحكومية والدولية، والتي يأتي معظمها من منظمات مدنية ومتطوعين ومن الحشد الشعبي".