حقق فيلم ”الوهراني” للمخرج الجزائري إلياس سالم نجاحا باهرا لدى جمهور تونس خلال عرضه مساء أمس أول، للمرة الأولى في تونس بالمسرح البلدي الذي كان ممتلئا عن آخره، وقد تجاوب الجمهور الغفير الحاضر بالمسرح البلدي لتونس وصفق مطولا لفيلم ”الوهراني” الذي عرض في إطار المنافسة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، أين يتنافس على جوائز المهرجان، وبالرغم من الجدل الكبير الذي أثاره عقب عرضه بالجزائر إلا أن العمل لاقي القبول عند الجمهور التونسي والنقاد السينمائيين الذين شاهدوا عرضه الأولي هناك. وتدور أحداث قصة هذا العمل السينمائي الذي يدوم 120 دقيقة بالجزائر في السنوات الأولى للاستقلال وذلك عبر ثلاث شخصيات تعرفت على بعضها البعض في فترة الثورة ويعايشون كل بطريقته فترة ما بعد حرب التحرير الوطني، وتحمل كل شخصية في أعماقها أسرارا ثقيلة وتعيش لحظات من الشك والأكاذيب والتنازلات وخيبات الأمل، إلياس سالم الذي يمثل إحدى الشخصيات يحمل نظرة نقدية للمجتمع الجزائري ويثير من خلال فيلمه موضوعات حول حرب التحرير والهوية الوطنية والتعريب والسنوات الأولى من الاستقلال وغيرها. جعفر المدعو الوهراني الذي تقمص دوره إلياس سالم يعود إلى ذويه بعد عدة سنوات من النضال في الجبال ليعلم بوفاة زوجته التي اغتصبها معمر وأنجبت منه طفلا فكان لذلك أثرا بالغا في نفسيته حيث غاص في حزن عميق وخيبة أمل مريرة قبل أن يأتي صديقه (حميد) الذي كان يشغل منصب عالي لإخراجه من هذه الوضعية حيث قرر تعيينه على رأس مصنع تحويل الخشب. حميد متخرج شاب تقمص دوره خالد بن عيسى يعود إلى وهران للزواج وتقلد منصب مسؤولية هامة بعد أن جاب العالم لإيجاد دعم أجنبي للقضية الوطنية، ومع مر السنين كبر الطفل الذي أبقاه الوهراني معه وأخفى عنه الحقيقة حول أبوته بدعم من صديقه، وكان حميد متعطشا للسلطة حيث قام بسجن أحد أصدقائهم، فريد الذي تقمص دوره نجيب أودغيري معارض للسياسة المنتهجة آنذاك والذي توفي أثناء سجنه وذلك ما أدى إلى انفصال طويل مع الوهراني، وعشرين سنة من بعد وجد الرجل السياسي نفسه وحيدا في مستشفى يستذكر فشله في حين أن الوهراني وجد نفسه أمام فضول ابنه. وفي تصريحات صحفية قال المخرج إلياس سالم الذي تأثر كثيرا للصدى الكبير الذي لقاه الفيلم أنه ”قد يتم التفكير” في توزيع الفيلم في تونس مؤكدا أن أيام قرطاج السينمائية تبقى حدثا سينمائيا هاما في شمال إفريقيا والعالم العربي. كما تطرق المخرج إلى توزيع الفيلم في الجزائر وذلك بعد ”ترجمته باللغة العربية”.